الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفائدة الثالثة والعشرون: في روح العبادة

صفحة 62 - الجزء 1

الفائدة الثانية والعشرون: من سمَّعَ سمَّع الله به

  على المرشد إذا وصل بلدة - وقد كان فيها من قبل مرشد آخر - أن لا ينتقص ذلك المرشد الأول إما بالجهل، أو بعدم البصيرة في التدريس، أو بالإهمال سواء كان منه ذلك أم لم يكن، بل يثني عليه إن وجد مجالاً للثناء، وإلا فليسكت.

  وقد يروي عنه أهل البلاد أنه قال كذا وكذا، وأفتاهم بكذا وكذا، فينبغي أن لا يتسرع المرشد إلى نسبة الغلط إلى ذلك المرشد الأول، وتنقيصه بسبب ذلك، فإن نَقْلَ العوام كثيراً ما يكون على غير الواقع، فأكثر ما تكون رواياتهم مبنية على الوهم والغلط.

  وليحذر المرشد كل الحذر من ذلك، فإن النفس أمارة بالسوء، فإنه وإن كان قد أخطأ الأول فلا تُطَاوِعْ نَفْسَكَ في التنقيص منه، فقد تُحَدِّث الإنسانَ نفسُهُ بذم ذلك المرشد الأول وتنقيصه، وقصدها في ذلك أن ترتفع، وتكسب المكانة عند الناس، وتنال الشهرة، وفي الحديث المروي: «من سمَّع سمَّعَ الله به ..».

  هذا، ولن ينال الإنسان الرفعة والشهرة بما لا يجوز، بل سيعاقبه الله بنقيض قصده، كما في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الكثيرة المروية عن النبي ÷.

الفائدة الثالثة والعشرون: في روح العبادة

  من المهمات في الإرشاد تعليمُ الصلاة والطهارة، وقد وضع لذلك كتب مثل: الأزهار، وعلوم الدين، وكتاب الطهارة والصلاة،