الأول: التفكر في مخلوقات الله تعالى
  هذا، والعلم بالله تعالى ليس حكراً على الدارسين، بل ذلك مهيأٌ للدارس وغيره، والقارئ وغيره، والذي يُحصِّل المعرفة بالله تعالى وبما يجب له ثم الخشية منه شيئان اثنان هما: التفكر في مخلوقات الله، والنظر فيما أنعم الله على الإنسان به:
الأول: التفكر في مخلوقات الله تعالى
  إن القرآن الحكيم قد لفت العقول والأذهان إلى الميادين التي يسرحون فيها أفكارهم نحو قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ... الآية}[البقرة: ١٦٤]، وقوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ٣٥ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ... الآية}[الطور: ٣٥، ٣٦]، وقوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[العنكبوت: ٦١]، وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٣١ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ٣٢}[يونس] وعلى الجملة فلا يقع بصر الإنسان على شيء إلا وفيه آية على وجود القادر العظيم. ولله در القائل:
  فيا عجباً كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
  وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد