الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الثاني: النظر في نعم الله على الإنسان

صفحة 68 - الجزء 1

  وكفى دليلاً بما في الإنسان من خلق عجيب يدل على القادر العليم، كيف وقد ملأ الله الكون بالآيات البالغات، والبراهين القاطعات، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}⁣[فصلت: ٥٣] هذا هو الشيء الأول.

الثاني: النظر في نعم الله على الإنسان

  كذلك قد ذكر الله عباده في كتابه بنعمه عليهم، ودعاهم إلى ذكرها، والنظر فيها مثل نعمة الخلق والسمع والبصر والفؤاد واللسان والشفتين: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}⁣[الإسراء: ٧٠]، ومثل نعمة الصحة والعمر والرزق والحفظ والكلاءة، ونعمة النساء والبنين والحفدة، وإلى ما لا يحصي عدها إلا الله تعالى، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}⁣[النحل: ١٨].

  نعم، فهذان الشيئان مقدوران لكل ذي عقل، وهما الطريقان إلى حصول العلم بالله وبما يستحقه من الطاعة والخشية، فعلى المرشد أن يوضح للناس طريق المعرفة بالله تعالى، وذلك يما ذكرنا من التفكر في المخلوقات، وتعديد نعم الله تعالى والتذكير بها.

الفائدة السابعة والعشرون: في الصبر وذم العجلة

  قد يلقى المرشد في بعض البلدان إقبالاً واستجابة، وقد يلقى في بلد آخر خلاف ذلك، فلا يدعوه ذلك إلى الانصراف عنهم، بل الذي ينبغي أن يصبر ما استطاع، وأن يسعى في ذلك بسنن