الجناح إلى طريق النجاح،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الفائدة الثامنة والعشرون: في التحمل والصبر

صفحة 69 - الجزء 1

  الأنبياء À، فقد لبث نوح # في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ومما حكاه الله عنه قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ٥ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِيَ إِلَّا فِرَارًا ٦ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ٧ ثُمَّ إِنِّيَ دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ٨ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ٨} ... إلى آخر الآيات [نوح].

  وقد عاقب الله نبيه يونس # حين انصرف عن قومه عندما لم يستجيبوا له، فسجنه في بطن سمكة، ثم قال تعالى لنبيه محمد ÷: {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ... الآية}⁣[القلم: ٤٨]، وقال تعالى له ~: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ... الآية}⁣[الأحقاف: ٣٥].

الفائدة الثامنة والعشرون: في التحمل والصبر

  ينبغي أن يوطن المرشد نفسه على التحمل والصبر والتسامح، فلا يؤاخِذ على الكلمة الجافة، ولا يقابل الجلافة بالجلافة كيلاً بكيل، يداً بيد، ولا يزيد كما هو شأن الذين لا يعلمون، ولا يعنف من أساء الأدب، وخصوصاً إذا كان صادراً عن جهالة، ولا يكثر في عتاب من فعل ذلك، فإن ذلك مما ينفر القلوب ومن هنا قال الله تعالى لنبيه ÷: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ... الآية}⁣[آل عمران: ١٥٩].