الفائدة الحادية والثلاثون: موقف المؤمن من العصاة:
  فمن هنا رأيت من اللازم على المرشد أن يخص الأذكياء من طلبته بدروس إضافية زيادة على الدروس العامة، ويعتني بهم عناية خاصة، ويوليهم جل عنايته، ولو لم يكن للمرشد إلا تلميذ واحد من أهل الذكاء والحرص والرغبة والدين لكان أهلاً لبقاء المرشد من أجله، وفي المثل النبوي: «الناس كإبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلة»، وفي المثل الشعبي: (مائة بواحد وواحد بمائة).
  فإذا صادف المرشد في أي محلة واحداً كما وصفنا، فقد حصل على البغية المنشودة، وعلى الغرض المطلوب، وكان الحال مع ذلك كما قال الشاعر:
  فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر
  وذلك لأن من كان كذلك، فإنه مؤهل لحمل العلم وإصلاح البلاد والعباد، وقد قال الشاعر في ذكر مقومات العلم التي لا يحصل إلا بها:
  أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ ... سآتيك عن تأويلها ببيان
  ذكاءٌ وحرصٌ وافتقارٌ وغربةٌ ... وتلقين أستاذ وطول زمان
الفائدة الحادية والثلاثون: موقف المؤمن من العصاة:
  إذا كان المرشد في أي بلد، وكان في ذلك البلد بعض من أهل الفسوق والعصيان، فلا ينبغي أن ينفر منهم، بل اللازم عليه أن يظهر الحفاوة لهم والاحترام، والأخلاق الطيبة، ويجلس معهم،