المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[حكم الإنكار في المسائل النظرية الاجتهادية الخلافية]

صفحة 23 - الجزء 1

  فَإِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ الرَّفْعَ فَصَحِيحٌ⁣(⁣١)، وَهْوَ أَيْضًا قَولُ الإِمَامِ الهَادِي إِلَى الْحَقِّ # الأَخِيْرُ كَمَا يَأْتِي، وَإِنْ أَرَادَ الضَّمَّ فَغَيْرُ صَحِيحٍ، وَإِنْ أَرَادَ الاِسْتِدْلَالَ عَلَى الوُجُوبِ⁣(⁣٢):

  فَالْجَوَابُ، أَوَّلًا: أَنَّ الإِمَامَ الأَعْظَمَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَامَّةَ أَهْلِ البَيْتِ بَلْ جَمِيْعَهُمْ $ لَمْ يَقُولُوا بِوُجُوبِهِ.

  فَإِنْ كُنْتَ أَيُّهَا الْمُنَاقِشُ تَأْخُذُ بِفِعْلِ البَعْضِ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ فَمَا بَالَكَ لَا تَأْخُذُ بِإِجْمَاعِهِمْ بِعَدَمِ وُجُوبِهِ؟!.

  وَقَد حَكَى إِجْمَاعَ الأُمُّةِ إِمَامُ اليَمَنِ الهَادِي إِلَى الْحَقِّ #(⁣٣)، وَغَيْرُهُ.

  وَأَقَلُّ الأَحْوَالِ أَنَّهُ إِجْمَاعُ أَهْلِ البَيْتِ $ كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ بِوُجُوبِهِ قَائِلٌ مِنْهُمْ، وَلَا بِالإِنْكَارِ عَلَى مَنْ لَمْ يَفْعَلْهُ.

  فَيَا عَجَبَاهُ مِمَّنْ يَرُومُ⁣(⁣٤) الإِنْكَارَ عَلَى غَيْرِهِ بِمُخَالَفَةِ بَعْضِهِمْ، وَهْوَ مُخَالِفٌ لِجَمِيْعِهِمْ، فَلَقَدْ زَادَ عَلَى مَنْ قِيْلِ فِيْهِ:

  لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيْمُ⁣(⁣٥)


(١) أي رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام.

(٢) وسيأتي زيادة كلام حول موضوع الضم فيما سيأتي إن شاء الله تعالى.

(٣) قال الإمام الهادي # في (المنتخب) (ص/٣٩): (أجمعوا جميعًا لو أنَّ رجلًا تَوجَّه فَكَبَّرَ وحرَّك لسانَه بالتكبير، ولم يرفع يديه أنَّ صلاته جائزة تامة).

(٤) رَامَ الشيءَ: طَلَبَهُ، وبابُهُ (قال). تمت (مختار الصحاح).

(٥) قال البغدادي في (خزانة الأدب) (٨/ ٥٦٦): (نَسَبَه سيبويه للأخطل، ونسبه الحاتمي لسابق البربري، ونقل السيوطي عن تاريخ ابن عساكر أنه للطِّرِمَّاح. والمشهور: أنَّه من قصيدةٍ لأَبي الأسود الدؤلي. قال اللخمي في شرح أبيات الجمل: الصحيح أنَّه لأبي الأسود)، انظر ديوان أبي الأسود (ص/٤٠٤)، ط: (دار مكتبة الهلال).