[رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام]
  فَيُقَالُ لَهُ: لَا تَنْهَ عَنْ حَسَنٍ وَتَأْتِيَ ضِدَّهُ، إِلخ، وَتَجَاوَزَ مَعْنَى الْحَدِيثِ «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَرَى القَذَى فِي عَيْنِ أَخِيْهِ، وَيَتْرُكُ الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ»(١)، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى السَّلَامَةَ.
  إِنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى ... وَعَقْلُ عَاصِي الْهَوَى يَزْدَادُ تَنْويِرَا
[رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام]
  وَأمَّا قَولُكُمْ: إِنَّ مَسْأَلَةَ الرَّفْعِ مُسَلَّمٌ فِيْهَا، لِمَا قَدْ وَرَدَ عَنْ أَئِمَّةِ الهُدَى $.
  فَالْجَوَابُ: أَنَّكُمْ قَدْ أَصَبْ ¿ تَعَالَى، فَالرِّوَايَةُ ثَابِتَةٌ صَحِيحَةٌ فِي كُتُبِ أَهْلِ البَيْتِ $، وَغَيْرِهِم، وَلَمْ يُعارِضْهَا مَا يَكُونُ نَصًّا، فَقَدْ رَوَاهَا الإِمَامُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِينَ $(٢).
  وَلَا حَاجَةَ لِإِيْرَادِ الرِّوَايَاتِ؛ فَهْيَ مَشْهُورَةٌ مَسْطُورَةٌ.
  وَلَا يَصْلُحُ فِيْهَا دَعْوَى النَّسْخِ؛ فَإِنَّ أَمِيْرَ الْمُؤمِنِينَ # أَعْلَمُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ ÷، وَلَا يَأْخُذُ إِلَّا بِآخِرِ الأَمْرَينِ؛ بِشَهَادَةِ الأَخْبَارِ النَّبَوِيَّةِ: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْقُرْآنِ».
  وَقَدْ بَسَطَ الأَدِلَّةَ عَلَى ذَلِكَ سُلْطَانُ الْمُحَقِّقِينَ الْحُسَيْنُ بْنُ القَاسِمِ @ فِي (شَرْحِ الغَايَةِ)(٣).
(١) قال ابن الأثير في (النهاية) (٣/ ١١٠٧): (القَذَى جَمْع قَذاة، وهو ما يَقَع في العين والماء والشَّرابِ من تُرابٍ أو تِبْنٍ أو وَسَخٍ أو غير ذلك)، والحديث رواه ابن حبان (٧/ ٥٠٦) رقم (٥٧٣١)، ورواه البخاري في (الأدب المفرد) (ط ١/ ص ٢٠٤) رقم (٥٩٢)، بلفظ: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ القَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيْهِ وَيَنْسَى الْجِذْلَ أو الْجِذْعَ فِي عَيْنِ نَفْسِهِ»، والحافظ أبونُعَيْمٍ في (الحلية) (٤/ ١٠٤) رقم (٤٦٤٩).
(٢) مجموع الإمام زيد بن علي @ (ص/٨٤)، ولفظها: (حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب $: أنَّه كان يرفع يديه في التكبيرة الأُولى إلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ، ثم لا يرفعُهُمَا حتى يَقضيَ صلاتَهُ).
(٣) (شرح الغاية) للسيد الإمام الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد $ (١/ ٥٤٥).