المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام]

صفحة 24 - الجزء 1

  فَيُقَالُ لَهُ: لَا تَنْهَ عَنْ حَسَنٍ وَتَأْتِيَ ضِدَّهُ، إِلخ، وَتَجَاوَزَ مَعْنَى الْحَدِيثِ «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَرَى القَذَى فِي عَيْنِ أَخِيْهِ، وَيَتْرُكُ الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ»⁣(⁣١)، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى السَّلَامَةَ.

  إِنَارَةُ الْعَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى ... وَعَقْلُ عَاصِي الْهَوَى يَزْدَادُ تَنْويِرَا

[رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام]

  وَأمَّا قَولُكُمْ: إِنَّ مَسْأَلَةَ الرَّفْعِ مُسَلَّمٌ فِيْهَا، لِمَا قَدْ وَرَدَ عَنْ أَئِمَّةِ الهُدَى $.

  فَالْجَوَابُ: أَنَّكُمْ قَدْ أَصَبْ ¿ تَعَالَى، فَالرِّوَايَةُ ثَابِتَةٌ صَحِيحَةٌ فِي كُتُبِ أَهْلِ البَيْتِ $، وَغَيْرِهِم، وَلَمْ يُعارِضْهَا مَا يَكُونُ نَصًّا، فَقَدْ رَوَاهَا الإِمَامُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِينَ $(⁣٢).

  وَلَا حَاجَةَ لِإِيْرَادِ الرِّوَايَاتِ؛ فَهْيَ مَشْهُورَةٌ مَسْطُورَةٌ.

  وَلَا يَصْلُحُ فِيْهَا دَعْوَى النَّسْخِ؛ فَإِنَّ أَمِيْرَ الْمُؤمِنِينَ # أَعْلَمُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ ÷، وَلَا يَأْخُذُ إِلَّا بِآخِرِ الأَمْرَينِ؛ بِشَهَادَةِ الأَخْبَارِ النَّبَوِيَّةِ: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْقُرْآنِ».

  وَقَدْ بَسَطَ الأَدِلَّةَ عَلَى ذَلِكَ سُلْطَانُ الْمُحَقِّقِينَ الْحُسَيْنُ بْنُ القَاسِمِ @ فِي (شَرْحِ الغَايَةِ)⁣(⁣٣).


(١) قال ابن الأثير في (النهاية) (٣/ ١١٠٧): (القَذَى جَمْع قَذاة، وهو ما يَقَع في العين والماء والشَّرابِ من تُرابٍ أو تِبْنٍ أو وَسَخٍ أو غير ذلك)، والحديث رواه ابن حبان (٧/ ٥٠٦) رقم (٥٧٣١)، ورواه البخاري في (الأدب المفرد) (ط ١/ ص ٢٠٤) رقم (٥٩٢)، بلفظ: «يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ القَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيْهِ وَيَنْسَى الْجِذْلَ أو الْجِذْعَ فِي عَيْنِ نَفْسِهِ»، والحافظ أبونُعَيْمٍ في (الحلية) (٤/ ١٠٤) رقم (٤٦٤٩).

(٢) مجموع الإمام زيد بن علي @ (ص/٨٤)، ولفظها: (حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب $: أنَّه كان يرفع يديه في التكبيرة الأُولى إلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ، ثم لا يرفعُهُمَا حتى يَقضيَ صلاتَهُ).

(٣) (شرح الغاية) للسيد الإمام الحسين بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد $ (١/ ٥٤٥).