المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[التحذير من الفرقة]

صفحة 51 - الجزء 1

  إِمَامُ جِهَادٍ دَوَّخَ الأَرْضَ كُلَّهَا ... وَأَجْرَى دَمَ الأَعْدَاءِ فِي كُلِّ فَدْفَدِ⁣(⁣١)

  وَقَدْ فُتِحَتْ صَنْعَا بِأَسْيَافِ جَدِّنَا ... وَأَهْلَكَ فِيْهَا كُلَّ بَاغٍ وَمُفْسِد

  مَعَ صِنْوِهِ الْمَنْصُورِ أَفْضَلِ قَائِمٍ ... مِنَ الآلِ، وَاسْأَلْ كُلَّ غَاوٍ وَمُهْتَد

  إِمَامِ الْهُدَى عَبْدِ الإِلَهِ بْنِ حَمْزَةٍ ... ومَنْ بِظَفَارٍ فَازَ فِي خَيْرِ مَشْهَد

  هُوَ الْجَبَلُ الْبَحْرُ الَّذِي بِعُلُومِهِ ... جَمِيْعُ الْوَرَى مَا بَيْنَ مُفْتٍ وَمُقْتَد

  مِنْ قَصِيْدَةٍ لَهُ يَرُدُّ فِيْهَا عَلَى مَنْ عَابَ عَلَيْهِ مُخَالَفَةَ أَهْلِ البَيْتِ $، مِنْهَا:

  وَمَذْهَبِيَ التَّوْحِيْدُ وَالعَدْلُ لَا سِوَى ... وَهَذَا لَعَمْرِي دِيْنُ كُلِّ مُوَحِّد

  وَمِنْهَا:

  فَنَحْنُ بَنُو الزَّهْرَا وَأَبْنَاءُ حَيْدَرٍ ... وَرِثْنَا العُلَى مِنْ كُلِّ عَالٍ مُمَجَّد

  وَمِنْهَا:

  وَقُلْتُمْ بِأَنَّ ابْنَ الأَمِيْرِ مُحَمَّدًا ... يُخَالِفُ أَهْلَ البَيْتِ مِنْ غَيْرِ مُسْعِد

[التحذير من الفُرْقَة]

  وَلَقَدْ كَثُرَ الأَخْذُ وَالرَّدُّ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ الفَرْعِيَّةِ، حَتَّى كَأَنَّهَا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ الْخَمْسَةِ، وَأُمَّهَاتِ أُصُولِ الدِّينِ، حَتَّى أَنَّكَ تَرَى كَثِيْرًا مِنَ الْجَهَلَةِ الأَغْشَامِ، قَدْ يَنْسَحِبُ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ حِيْنَ يَرَى مِنَ الإِمَامِ خِلَافَ مَا عِنْدَ مُقَلِّدِهِ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ فِعْلَهُ هَذَا هُوَ الْمَمْنُوعُ شَرْعًا، وَهْوَ الْمُوجِبُ لِلْفُرْقَةِ الَّتِي نَهَى عَنْهَا صَرِيحُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

  وَمِنْ أَعْجَبِ العَجَبِ أَنَّكَ تَرَى كَثِيْرًا مِمَّنْ يَتَبَاهَونَ بِمَظْهَرِ التَّسَنُّنِ، يَحْرِصُونَ عَلَى التَّظَاهُرِ بِهَذِهِ الْمَسَائِلِ، وَعَلَى الإِنْكَارِ وَالتَّشْنِيعِ، وَالسَّبِّ وَالتَّبْدِيعِ لِمَنْ


(١) (الفَدْفَدُ: الفَلاةُ) التي لا شيْءَ بها، وقيل: هي الأَرض الغَليظة ذات الحَصَى، (و) قيل: (الْمَكَان الصُّلْبُ الغَلِيظ)، (و) الفَدْفَد: المكان (الْمُرْتَفِع) فيه صَلابةٌ، (و) قيل: الفَدْفَد (الأَرْض الْمُسْتَوِيَةُ). اهـ من (تاج العروس) (٨/ ٤٨٠).