[حجة المخالف في عدم الجهر بالبسملة، والرد عليها]
  وَذَكَرَ البَيْهَقِيُّ فِي (الْخِلَافِيَّاتِ)(١): اجْتَمَعَ آلُ مُحَمَّدٍ ÷ عَلَى الْجَهْرِ بِ ﷽. انْتَهَى(٢).
[حجة المخالف في عدم الجهر بالبسملة، والرد عليها]
  وَأَقْوَى مَا اسْتَدَلَّ بِهِ الْمُخَالِفُ حَدِيث أَنَسِ: (أَنْ رَسُولَ اللَّهِ ÷، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: وَعُثْمَانَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ)(٣).
  وَهْوَ مُعَلٌّ بِالاِضْطِرَابِ.
  قَالَ زَيْنُ الدِّيْنِ العِرَاقِيُّ(٤) بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ دَعْوَى ابْنِ الْجَوْزِيِّ(٥) اتِّفَاقَ الأَئِمَّةِ عَلَى حَدِيثِ أَنَسٍ مَا لَفْظُهُ: وَمَا ادَّعَاهُ مِنَ الاِتِّفَاقِ غَيْرُ مَقْبُولٍ.
(١) انظر مختصر الحافظ أبي فرج الإشبيلي لكتاب الخلافيات للحافظ البيهقي (١/ ٣٦٠)، وانظر (نيل الأوطار).
(٢) قال الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) (٢/ ١١٢): (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ÷ كَانَ يَجْهَرُ بِ ﷽ فِي الصَّلَاةِ. رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ). وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ ÷ لَا يَعْرِفُ خَاتِمَةَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ ﷽، فَإِذَا نَزَلَ ﷽ عَرَفَ أَنَّ السُّورَةَ قَدْ خُتِمَتْ وَاسْتُقْبِلَتْ - أَوِ ابْتُدِئَتْ سُورَةٌ أُخْرَى) -. قال: اقْتَصَرَ أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ عَلَى قَوْلِهِ: (لَا يَعْرِفُ خَاتِمَةَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ ﷽). رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادَيْنِ رِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ. انتهى من (مجمع الزوائد).
(٣) البخاري (١/ ٢٩٦)، والترمذي في جامعه رقم (٢٤٦)، وقال الترمذي: قَالَ الشَّافِعيُّ: إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ (وآلَهُ) وَسَلَّمَ، وَأَبا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثمَانَ، كَانُوا يَفْتَتِحونَ القِرَاءَةَ بِـ (الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ)، مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَبْدَؤَونَ بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الكِتَابِ قَبلَ السُّورَةِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ كَانُوا لاَ يَقْرَؤون ﷽ ِـ انتهى.
وسيسرد المؤلِّف الإمام: مجدالدين المؤيدي # مايفيد ذلك.
(٤) وقال الزَّيْنُ العراقيُّ أيضًا في (التقييد والإيضاح) (ص/١١٧ - ١١٨) ط: (مؤسسة الكتب الثقافية): (وَقَدْ أَعَلَّهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ: الشَّافِعِيُّ، والدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ. فكيف يقول ابنُ الْجَوزِيِّ إِنَّ الأَئِمَّةِ اتَّفَقوا عَلَى صِحَّتِهِ؟!، أفلا يَقْدَحُ كَلامُ هؤلاء في الاتِّفاقِ الذى نَقَلَهُ).
(٥) (التحقيق في أحاديث الخلاف) لابن الجوزي (١/ ٣٥٤)، ط: (دار الكتب العلمية).