[سبب صد أكثر الأمة عن أهل البيت $]
  فَقَدْ كَانَ الإِمَامُ الأَعْظَمُ أَبُو حَنِيْفَةَ مِنَ الْمُتَمَسِّكِيْنَ بِوَلَايَتِهِمْ، وَالْمُتَنَسِّكِيْنَ بِوِدَادِهِمْ. إِلَى قَوْلِهِ:
  وَالإِمَامُ القُرَشِيُّ الْمُكَرَّمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ ¥ صَرَّحَ أَنَّهُ مِنْ شِيْعَةِ أَهْلِ البَيْتِ، حَتَّى قِيْلَ فِيْهِ: كَيت وَكَيت، وَذَكَرَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الشِّعْرِ.
  وَذَكَرَ البَيْهَقِيُّ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ شُعَيْبٍ الفَقِيْهَ أَنْشَدَ لِلإِمَامِ الشَّافِعِيِّ ¥(١):
  آلُ النَّبِيِّ ذَرِيْعَتِي ... وَهُمُ إِلَيْهِ وَسِيْلَتِي
  أَرْجُو بِهِمْ أُعْطَى غَدًا ... بِيَدِ اليَمِيْنِ صَحِيْفَتِي
  أَفَادَ هَذَا جَمِيْعَهُ فِي (جَوَاهِرِ العِقْدِيْنِ) لِلْحَافِظِ السّمْهُودِيِّ الشَّافِعِيِّ(٢).
[سبب صد أكثر الأمة عن أهل البيت $]
  وَمَا صَدَّ أَكْثَرَ الأُمَّةِ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِمْ إِلَّا غَلَبَةُ الدُّوَلِ، وَكَانَ أَكْثَرُ الْخَلْقِ لَهُمْ أَتْبَاعًا، لَا يَرَونَ لَهُمْ مُخَالَفَةً وَلَا امْتِنَاعًا، كَمَا قَالَ الإِمَامُ الْمَنْصُورُ بِاللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ @(٣):
  لَقَدْ مَالَ الأَنَامُ مَعًا عَلَيْنَا ... كَأَنَّ خُرُوْجَنَا مِنْ خَلْفِ رَدْم
  وَكَمَا قَالَ دِعْبِلُ الْخُزَاعِيُّ(٤):
  فَلَيْسَ حَيٌّ مِنَ الأَحْيَاءِ نَعْرِفُهُ ... مِنْ ذِي يَمَانٍ، وَلَا بَكْرٍ، وَلَا مُضَر
(١) ديوان الشافعي (ص/٥٩).
(٢) جواهر العقدين (ص/٣٩٠) بتصرف يسير.
(٣) ديوان الإمام الحجة المنصور بالله # (ص/١٧٦).
(٤) ديوان دعبل بن علي الخزاعي (ص/١٠٦).