المنهج الأقوم في الرفع والضم،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الإعراض عن علوم آل محمد عليهم الصلاة والسلام من أعظم أسباب الخلاف]

صفحة 79 - الجزء 1

  وَأَخْرَجَ أَيْضًا⁣(⁣١) مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ العَوَّامِ بْنِ حَوْشَب، عَنْهُ ÷ «إنَّا أَهْلَ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنِّي ذَكَرْتُ مَا يَلْقَاهُ أَهْلُ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي مِنْ قَتْلٍ وَتَشْرِيْدٍ».

  إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَخْبَارٍ وَآثَارٍ، حَقَّقَهَا الوَاقِعُ، وَكَشَفَتْهَا الوَقَايِعُ، وَصَارَتْ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ.

[الإعراض عن علوم آل محمد عليهم الصلاة والسلام من أعظم أسباب الخلاف]

  هَذَا، وَاعْلَمْ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْخِلَافِ، وَشَبِّ نَارِ الشِّقَاقِ وَالاِنْحِرَافِ، هُوَ الإِعْرَاضُ عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ، وَعَدَمُ الْمُمَارَسَةِ لِمُؤَلَّفَاتِهِم الْجَامِعَةِ النَّافِعَةِ، الْمُتَدَفِّقَةِ بِمَعِيْنِ العُلُومِ، وَسَلْسَبِيلِ الْمَنْطُوقِ وَالْمَفْهُومِ، الْمُسْتَمَدَّةِ مِنَ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، وَسُنَّةِ الرَّسُولِ الأَمِينِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الأَكْرَمِينَ، وَ (الْمَرْءُ عَدُوُّ مَا جَهِلَهُ).

  وَمِنَ الْمُؤْسِفِ أَنَّهُ جَرَى الْمُنْتَقِدُونَ، الآخِرُ تَبِعَ الأَوَّلَ، مِنْ دُونِ مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنَ الوُقُوفِ التَّامِّ، وَالدِّرَاسَةِ الكَامِلَةِ لِمَا تَنْبَنِي عَلَيْهِ عُلُومُ آلِ مُحَمَّدٍ، فَانْتَقَدَ الْمُنْتَقِدُونَ مَا لَا يَعْرِفُونَهُ.

  وَكَمْ مِنْ مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ وَهْوَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُلُومِ أَهْلِ البَيْتِ أَثَرًا، وَلَمْ يُسرحْ فِي رِيَاضِ مُؤَلَّفَاتِهِمْ نَظَرًا، وَلَمْ يَعْرِفْ لَهَا خُبْرًا وَلَا خَبَرًا، كَمَا قَالَ:

  أَتَانِي أَنَّ سَهْلًا ذَمَّ جَهْلًا ... عُلُومًا لَيسَ يَدْرِيهنَّ سَهْلُ

  عُلُومًا لَوْ دَرَاهَا مَا قَلَاهَا ... وَلَكِنَّ الرِّضَى بِالْجَهْلِ سَهْلُ⁣(⁣٢)


(١) أي ابن الأخضر في (معالم العترة)، والمؤلِّف # ناقل من (الجواهر) ولفظه بعد أن نقل حديث ابن مسعود: وأخرجه ابن الأخضر في (معالم العترة) ولفظه: بينما نحن جلوس عند النبي ÷، إلى أن قال: وأخرج أيضًا من طريق يزيد بن هارون، ...... إلخ ما في الأصل.

(٢) بينهما جناس تام، فالأول عَلَمٌ، والثاني مصدر، تمت من المؤلِّف #.