[مقتطفات من كلام المقبلي في ذكر أهل البيت والزيدية]
  وَلَمَّا أَهَبَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُمْ أَرْوَاحَ الذِّكْرِ الْمَحْمُودِ، فِي جَمِيْعِ الوُجُودِ، بِذِكْرِهِمْ فِي الصَّلَاةِ الإِلَهِيَّة، وَمَعَ الصَّلَاةِ النَّبَوِيَّة، فَلَازِمٌ ذِكْرُهُمْ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَالصَّلَاةِ عَلَى خَيْرِ مَنْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، كَانَ ذَلِكَ إِعْلَامًا مِمَّنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ، وَإِعْلَانًا مِمَّنْ لَا يُقَدَّرُ لِجَلَالِهِ قَدْرٌ، أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَهُبَّ ذِكْرُهُمْ مَهَبَّ الْجَنوبِ وَالْقَبُول، وَلَا يُنْسَى فِيْهِمْ عَظِيْمُ حَقِّ الرَّسُول، لَاسِيَّمَا وَقَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللهِ أَنَّ الأَشْرَافَ لَا يَزَالُونَ مُحَسَّدِيْنَ(١)، وَأَنَّ الاِخْتِلَافَ وَالْمُعَادَاةَ فِتْنَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَكَذَلِكَ لَمَّا عَلِمَ مَا سَيَكُونُ مِن اسْتِحْلَالِ حُرْمَتِهِمُ العَظِيْمَةِ، وَسَفْكِ دِمَائِهِمُ الكَرِيْمَةِ، آذَنَ بِأَنَّهُ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ، وَقَرَنَهُمْ بِالْكِتَابِ الْمَجِيْدِ، وَوَصَّى بِهِمْ مَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهْوَ شَهِيْدٌ.
[مقتطفات من كلام المقبلي في ذكر أهل البيت والزيدية]
  وَقَالَ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ الْمَقْبَلِيُّ فِي (الْعَلَمِ الشَّامِخِ) فِي ذِكْرِ الزَّيْدِيَّةِ(٢): اللَّهُمَّ إِنَّ أَئِمَّتَهُمْ أَعْلَامُ الذُّرِّيَّةِ النَّبَوِيَّة، وَخُلَاصَةُ السُّلَالَةِ الْمُصْطَفَوِيَّة، وَسَيَأْتِي فِي هَذِهِ الأَبْحَاثِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرُ بَعْضِ أَحْوَالِهِمْ؛ لِأَنَّي نَشَأْتُ بَيْنَهُمْ، {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}، ... [إِلَى أَنْ قَالَ](٣): وَأَنَّهُ لَا يَزَالُ فِيْهِمْ قَائِمُونَ - أهل البيت - مُنْذُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَتِلْكَ مَنْقِبَةٌ لَا تُجْحَدُ(٤).
(١) كما قال الشاعر:
إِنَّ الْعَرَانِيْنَ تَلْقَاهَا مُحَسَّدَةً ... وَلا تَرَى لِلئامِ النَّاسِ حُسَّادا
ذكره جار الله الزمخشري في (أساس البلاغة) (ص/٨٣) (مادة: ح س د).
(٢) العلم الشامخ، ومعه الأرواح النوافخ (ص/١٣) ط: (مكتبة دار البيان).
(٣) (ص/١٥).
(٤) وقال أيضًا في (العلم الشامخ) (ص/١٥) عن الزيدية: فيهم يَظهرُ جمالُ أهل البيت؛ لتشيعهم، وشدِّةِ محبتهم.