[رد المقبلي على السبكي في قوله: ما خرج من قريش إمام متبوع إلا الشافعي، وكذا رده على الجويني]
  وَقَالَ فِي (الأَرْوَاحِ)(١): وَلِهَذَا الاِعْتِبَارِ اتَّجَهَ أَنْ يَسْمُوَ مَذْهَبُهُم بِمَذْهَبِ أَهْلِ البَيْتِ $؛ لِأَنَّ غَيْرَ أَهْلِ البَيْتِ فِيْهِمْ تَبَعٌ لَهُمْ، وَكَالْمُضْمَحِلِّ، وَهْوَ أَوْلَى وَأَوْضَحُ مِن انْتِسَابِ سَائِرِ الْمَذَاهِبِ إِلَى أَئِمَّتِهِمْ؛ لِأَنَّ كَثِيْرًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمَذَاهِبِ كَالْمُسْتَقِلِّ(٢).
[رد المقبلي على السبكي في قوله: ما خرج من قريش إمامٌ متبوعٌ إلاَّ الشافعي، وكذا رده على الجويني]
  وَقَالَ رَدًّا عَلَى ابْنِ السُّبْكِيِّ فِي قَوْلِهِ: مَا خَرَجَ مِنْ قُرَيْشٍ إِمَامٌ مَتْبُوعٌ إِلَّا الشَّافِعِيّ(٣)، مَا لَفْظُهُ:
  فَيِالَلَّهِ وَلَلْمُسْلِمِيْنَ هَؤُلَاءِ الأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْحَسَنَيْنِ الْمَشْهُورُونَ بِالْعِلْمِ وَالْفَضْلِ وَالأَتْبَاعِ، مَا لَهُمْ نَصِيْبٌ فِي بِشَارَةِ جَدِّهِمْ! إِنَّ هَذِهِ لَعَصَبِيَّةٌ وَضَلَالَةٌ وَخِيَانَةٌ لِلإِسْلَامِ، وَرَفْضٌ لِاحْتِرَامِ الرَّسُولِ ÷ بِمُعَامَلَةِ ذُرِّيَّتِهِ هَذِهِ الْمُعَامَلَة، اللَّهُمَّ إِنَّا نَبْرؤ إِلَيْكَ مِنْ صَنِيْعِ هَؤلَاءِ مَعَ ذُرِّيَّةِ نَبِيئكَ، ... ، إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ(٤).
  وَقَالَ فِي (حَاشِيَةِ الْمَنَارِ عَلَى البَحْرِ الزَّخَّارِ)(٥): سِيَّمَا إِمَامَيْنِ جَلِيْلَيْنِ، لَا يُشَقُّ لَهُمَا فِي الْحَلْبَةِ غُبَار، يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ صَاحِبُ (الاِنْتِصَارِ)، وَالْمَهْدِي صَاحِبُ (البَحْرِ الزَّخَّارِ)، أَثْبَتَ اللَّهُ كِتَابَيْهِمَا فِي عِلِّيِّينَ، وَرَفَعَ دَرَجَاتِهِمَا فِي السَّابِقِيْنَ وَالأَبْرَارِ، جَمَعَا أَقْوَالَ أَئِمَّةِ الأُمَّةِ جَمِيْعًا بِحُجَجِهَا، فَتَبَيَّنَ بِذَلِكَ الاِسْتِقَامَةُ وَالْعِثَار، وَقَدْ أَعْتَمِدُ (البَحْرَ)؛ لِأَنَّهُ نَقَاوَةُ (الاِنْتِصَار)، وَلِمَيْلِ النَّاسِ إِلَى الاِخْتِصَار، عَلَى
(١) (ص/١٥).
(٢) وقال أيضاً (ص/١٦) في (الأرواح): أئمة الزيدية كلهم صلحاء في الدرجة القصوى، يعلم ذلك مَن يعرفهم بسيرهم ضرورة.
(٣) وكذلك ردًّا على الجويني عندما قال في (البرهان) (٢/ ٧٤٩): ولم أجد أحدًا من أصحاب المذاهب معتزيًا إلى طينة قريش بالمسلك الواضح إلَّا الشافعي.
(٤) العلم الشامخ، ومعه الأرواح النوافخ (ص/٣٩٤).
(٥) (المنار في المختار من جواهر البحر الزخار) للمقبلي (١/ ٥)، ط: (مؤسسة الرسالة).