فصل في بيان ما إعرابه تقديري
  وَالتَّرْكِيبُ، وَالْأَلِفُ وَالنُّونُ الزَّائِدَتَانِ، وَالْعُجْمَةُ، وَالصِّفَةُ. يَجْمَعُهَا قَوْلُ الشَّاعِرِ:
  اجمَعْ وَزِنْ عَادِلًا أنِّثْ بِمَعْرِفَةٍ
  رَكِّبْ وَزِدْ عُجْمَةً فَالْوَصْفُ قَدْ كَمُلَا
  فَالْجَمْعُ شَرْطُهُ: أنْ يَكُونَ عَلَى صِيغَةِ مُنْتَهَى الْجُمُوعِ(١)، وَهْي صِيغَةُ «مَفَاعِل»، نَحْو: «مَسَاجِدَ» وَ «دَرَاهِمَ» وَ «غَنَائِمَ»، أَو «مَفَاعِيل»، نَحْو: «مَصَابِيحَ» وَ «مَحَارِيبَ»، وَهَذِهِ الْعِلَّةُ هِي الْعِلَّةُ الأُوْلَى مِنَ الْعِلَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْنَعُ الصَّرْفَ وَحَدَهَا، وَتَقُوْمُ مَقَامَ الْعِلَّتَيْنِ.
  * وَأَمَّا وَزْنُ الْفِعْلِ فَالْمُرَادُ بِهِ: إمَّا أنْ يَكُونَ الِاسْمُ عَلَى وَزْنٍ خَاصٍّ بِالْفِعْلِ، كـ «شَمَّرَ» بِتَشْدِيد الْمِيم، و «ضُرِبَ» بِالْبِنَاء لِلْمَفْعُول، و «انْطَلَق» وَنَحْوِهِ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمَاضِيَةِ الْمَبْدُوءَةِ بِهَمْزَةِ الْوَصْلِ، إِذَا سُمِّيَ بِشَيْءٍ مِنَ ذَلِكَ.
  أَوْ يَكُونَ فِي أَوَّلِهِ زِيَادَةٌ كَزِيَادَةِ الْفِعْلِ، وَهْو مُشَارِكٌ لِلْفِعْل فِي وَزْنِه، كـ «أَحْمَدَ» وَ «يَزِيْدَ» وَ «تَغْلِبَ» وَ «نَرْجِسَ».
  * وَأَمَّا الْعَدْلُ فَهُو: خُرُوجُ الِاسْمِ عَنْ صِيغَتِهِ الْأَصْلِيَّةِ: إمَّا تحقيقًا، كـ «أُحَادَ وَمَوْحَدَ»، و «ثُناءَ ومَثْنى»، وَ «ثُلَاثَ وَمَثْلَثَ»،
(١) أي: أن صيغة مَفَاعِلَ ومَفَاعِيْلَ وقفت الجموع عندهما وانتهت إليهما فلا يجمعان مرة أخرى.