متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب المستثنى

صفحة 68 - الجزء 1

  والمستثنى بـ «غَيْر وَسُوًى» بِلُغَاتِها مَجْرُورٌ بِالْإِضَافَةِ، ويُعْرَبُ «غيرٌ وَسُوىً» بِمَا يَسْتَحِقُّهُ الْمُسْتَثْنَى بـ «إلَّا»؛ فَيَجِبُ نَصْبُهُمَا⁣(⁣١) فِي نَحْوِ: «قَامُوا غَيرَ زيدٍ، وَسُوَى زيدٍ»، وَيَجُوزُ الْإِتْبَاعُ⁣(⁣٢) وَالنَّصْبُ فِي نَحْوِ: «مَا قاموا غيرَ زيدٍ، وَسُوَى زيدٍ».

  وَيُعْرَبَانِ بِحَسَبِ الْعَوَامِلِ⁣(⁣٣) فِي نَحْوِ: «مَا قَامَ غيُر زيدٍ، وَسِوَى زيدٍ، و مَا رأيتُ غيرَ زيدٍ، وَسِوَى زيدٍ، وما مررتُ بغيرِ زيدٍ، وَسِوَى زيدٍ». وَإِذَا مُدَّتْ «سِوىً» كَانَ إِعْرابُهَا ظَاهِراً، وَإِذَا قُصِرَتْ كَانَ إعْرَابُهَا مُقَدَّراً عَلَى الْأَلِفِ.

  والمستثنى بـ «لَيْسَ وَلَا يَكُوْنُ» منصوبٌ لا غَيْر؛ لأَنَّهُ خَبَرُهُمَا، نَحْو: «قَامَ الْقَوْمُ لَيْسَ زيداً، ولا يَكُونُ زَيداً».

  والمستثنى بـ «خَلا وَعَدَا وحاشا» يَجُوزُ جَرُّهُ ونصبُهُ بِهَا، نَحْو: «قَامَ الْقَوْمُ خَلَا زيداً وَخَلَا زيدٍ، وَعَدَا زيداً وَعَدَا زيدٍ، وحاشا زيداً وحاشا زيدٍ»، وَإِنْ جَرَرْتَ فَهِيَ حُرُوفُ جَرٍّ، وَإِنْ نَصَبْتَ فَهِي أفعالٌ، إلَّا أنَّ سِيبَوَيْهِ لَم يَسْمَعْ فِي الْمُسْتَثْنَى بـ «حَاشَا» إلَّا الجَرَّ.

  وَتَتَّصِلُ «مَا» بـ «عَدَا وَخَلَا» فَيَتَعَيَّنُ النَّصْبُ⁣(⁣٤)، ولا تَتَّصِلُ


(١) وذلك إذا كان قبلهما كلام تام موجب.

(٢) وذلك بعد الكلام التام المنفي.

(٣) وذلك بعد الكلام الناقص.

(٤) إنما تعين النصب لأن «ما» مصدرية وهي لا تدخل إلا على الأفعال، فدل ذلك على أنهما فعلان.