متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب البدل

صفحة 87 - الجزء 1

  وَقَدْ يُؤتَى بَعْدَ «أَجْمَعَ» بِتَوَابِعِهِ، وَهْيَ: «أكتَعُ»، و «أَبْصَعُ»، و «أَبْتَعُ»، نَحْو: «جَاءَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ أَكْتَعُونَ أَبْصَعُونَ أَبْتَعُونَ»، وَهْيَ بمعنىً واحدٍ؛ ولذلك لا يُعْطَفُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ لأَنّ الشيءَ الواحِدَ لا يُعْطَفُ عَلَى نَفِسِهِ.

  والتوكيدُ تابعٌ للمؤكَّدِ فِي رَفْعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ وَتَعْرِيفِهِ.

  وَلَا يَجُوزُ تَوْكِيدُ النَّكِرَةِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ⁣(⁣١).

بَابُ الْبَدَلِ

  هُوَ: التَّابِعُ الْمَقْصُودُ بِالْحُكْمِ بِلَا وَاسِطَةٍ.

  وَإِذَا أُبْدِلَ اسمٌ مَنَ اسمٍ، أَو فِعلٌ مِنْ فِعْلٍ - تَبِعَهُ فِي جَمِيعِ إعْرَابِهِ.

  وَالْبَدَلُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ:

  الْأَوَّلُ: بَدَلُ الشَّيءِ مِنَ الشَّيءِ، وَيُقَالُ لَهُ: بَدَلُ الْكُلِّ مِنَ الْكُلِّ، نَحْو: «جَاءَ زيدٌ أَخُوكَ»، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ٦ صِرَاطَ الَّذِينَ}⁣(⁣٢) [الفاتحة]،

  وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى⁣(⁣٣): {.. إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ١ اللَّهِ}⁣[إبراهيم ١]، فِي قِرَاءَة الْجَرِّ.


(١) أما الكوفيون فيجوزون توكيد النكرة المحدودة؛ لحصول الفائدة بذلك، نحو: صُمْتُ شَهْراً كلَّه، ومنه قول الشاعر:

قد صرَّتِ البكرةُ حولًا أجمعَا

(٢) صراط: بدل من الصراط المستقيم، وهو بدل كل من كل، والذين: اسم موصول في محل جر بالإضافة.

(٣) وهي قراءة غير نافع وابن عامر.