متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب البدل

صفحة 88 - الجزء 1

  والثاني: بَدَلُ الْبَعْضِ مِنَ الكلِّ، سواءٌ كَان ذَلِك الْبَعْضُ قَلِيلًا أَو كثيراً، نَحْو: «أَكَلْتُ الرَّغِيفَ ثُلُثَهُ أَو نِصْفَهُ أَو ثُلُثَيْهِ».

  ولا بُدَّ مِن اتِّصَالِهِ بضميرٍ يَرْجِعُ لِلْمُبْدَلِ مِنْهُ، إمَّا مَذْكُورٍ كَالْأَمْثِلَةِ، أَو مقدَّرٍ كقولِهِ تَعَالَى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ}⁣[آل عمران ٩٧] أَي: مِنْهُم.

  الثَّالِثُ: بَدَلُ الِاشْتِمَالِ، نَحْوُ: «أَعْجَبَنِي زيدٌ عِلمُهُ». ولا بُدَّ مِن اتِّصَالِهِ بِضَمِيرٍ: إمَّا مَذكُورٍ كَالْمِثَالِ، أَو مُقَدَّرٍ كقولِهِ تَعَالَى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ٤ النَّار}⁣[البروج ٤] أَي: فِيْهِ.

  وَالرَّابِعُ: الْبَدَلُ المُبَاينُ، وَهْوَ ثَلاَثَةُ أَقْسَامٍ:

  بَدَلُ الْغَلَطِ، وَبَدَلُ النِّسْيَانِ، وبَدَلُ الْإِضْرَابِ، نَحْو: «رأيتُ زيداً الفَرَسَ»؛ لِأَنَّكَ أَرَدْتَ أنْ تَقُولَ: «رأيتُ الفَرَسَ» فَغَلِطتَ فَقُلْتَ: «زيداً» فَهَذَا بَدَلُ الْغَلَط، وَإِنْ قُلْتَ: «رأيتُ زَيْداً» ثُمّ لَمَّا نَطَقْتَ بِهِ تَذَكَّرْتَ أَنَّكَ إِنَّمَا رَأَيْتَ فَرَسًا فَأَبْدَلْتَهُ مِنْهُ فَهَذَا بَدَلُ نِسْيَانٍ، وَإِنْ أَرَدْتَ الإِخْبارَ أوَّلاً بِأَنَّكَ رَأَيْتَ زيداً، ثُمَّ بَدَا لَكَ أنْ تُخْبِرَ بِأَنَّكَ رَأَيْتَ الْفَرَسَ فَهَذَا بَدَلُ الْإِضْرَابِ.

  ومثالُ الفِعْلِ مِنَ الفِعْلِ قَوْلُه تَعَالَى⁣(⁣١): {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ٦٨ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ}⁣[الفرقان ٦٨ - ٦٩].


(١) الشاهد في الآية قوله تعالى: {يضاعف} وإعرابه: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، وجزم لأنه بدل كل من {يلق}، وقد تبعه في إعرابه.