متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب الأسماء العاملة عمل الفعل

صفحة 89 - الجزء 1

  ويجوزُ إِبْدَالُ النَّكِرَةِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ، نَحْوُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ}⁣[البقرة ٢١٧].

بَابُ الأَسْمَاءِ الْعَامِلَةِ عَمَلَ الْفِعْلِ

  اعْلَمْ أنَّ الْأَصْلَ فِي الْعَمَلِ لِلْأَفْعَالِ. وَيَعْمَلُ عَمَلَ الْفِعْلِ مِنَ الْأَسْمَاءِ سَبْعَةٌ:

  الْأَوَّلُ: الْمَصدَرُ، بشَرطِ: أنْ يَحِلَّ مَحَلَّهُ فِعْلٌ مَعَ «أنْ» أَوْ مَعَ «مَا»، نَحْو: «يُعجبني ضْرْبُكَ زيدًا⁣(⁣١)» أَي: أنْ تَضْرِبَ زَيْداً، وَنَحْو: «يُعْجِبُنِي ضَرْبُكَ زيداً» أَي: مَا تَضْرِبُهُ.

  وَهْوَ ثَلاَثَةُ أَقْسَامٍ: مُضَافٌ، وَمُنَوَّنٌ، وَمَقْرُونٌ بِأَلْ.

  فإعمالُهُ مُضَافَاً أَكْثَرُ مِنْ إعْمَالِ الْقِسْمَيْن، كَالْمِثَالَيْنِ، وكقولِهِ تَعَالَى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ}⁣[البقرة ٢٥١]. وعَمَلُهُ مُنَوَّنًا أَقْيَسُ⁣(⁣٢)، نَحْو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا}⁣[البلد]. وعَمَلُهُ مقروناً بِأَلْ شاذٌّ، كقولِهِ:

  ضَعِيفُ النكايةِ أعداءَهُ ... [يَخَالُ الفرارَ يُراخِي الأجَلَ⁣(⁣٣)]


(١) وإعرابه، «يُعْجِبُنِي»: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. «ضَرْبُكَ»: ضرب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مصدر يعمل عمل فعله، يرفع الفاعل وينصب المفعول، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر إلى فاعله. «زَيْداً» مفعول به منصوب.

(٢) أي: أقوى في القياس من عمله مضافا أو مقرونا بأل.

(٣) الشاهد فيه: هو في قوله النكاية فإنه مصدر معرف باللام وقد عمل عمل فعله، =