حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[البحث الثامن: في تقديم المسند وتأخيره]

صفحة 124 - الجزء 1

  مشتملا على السبب، وهو ضمير المسند إليه؛ لأنه⁣(⁣١) سبب لربط الجملة به، نحو: «زيد قام أبوه⁣(⁣٢)». وإما لتقوية الحكم بنفس التركيب⁣(⁣٣)، أي: لا بالتكرير⁣(⁣٤) والأداة⁣(⁣٥)، نحو: «أنا قمت⁣(⁣٦)»، ومنه: مثال المصنف. ولا يشترط في الجملة أن تكون خبرية. و (جملة) معطوف على (معلقا).

  قال:

  واسمِيَّةَ الجملةِ والفعلية ... وشرطها لنُكتةِ جليةْ

  أقول: اسمية الجملة⁣(⁣٧) وفعليتها وشرطيتها لما مضى من أن الاسمية: للدوام والثبوت، والفعلية: للتجدد والحدوث، والشرطية: للاعتبارات المختلفة الحاصلة من أدوات الشرط⁣(⁣٨)، إلى آخر ما تقدم.

[البحث الثامن: في تقديم المسند وتأخيره]

  قال:

  وأخَّرُوا أصالة⁣(⁣٩) وقدموا ... لقصْر⁣(⁣١٠) ما به عليه يُحْكَمُ

  تنبيهٍ اوْ تفاؤلٍ تشوُّفِ ... كَـ «فازَ بالحضرةِ ذو تصوُّفِ»


(١) قوله: «لأنه سبب ... إلخ» تعليل لمحذوف مفهوم مما قبل، أي: وإنما سمي سببا.

(٢) هذا مثال للسببي.

(٣) بأن يكون المسند جملة مشتملة على الإسناد إلى ضمير المسند إليه. مخلوف.

(٤) إذ لا يقتضي كون المسند جملة لحصوله مع الإفراد، نحو: «عرفت عرفت». مخلوف.

(٥) مثاله: «إن زيدًا عارف» فهنا قُوِّيَ الحكم بالأداة.

(٦) هذا مثال لكون المسند جملة لتقوية الحكم بنفس التركيب.

(٧) أي: الجملة الواقعة مسندًا، مثال الاسمية: «زيد أبوه نشيط»، ومثال الفعلية: «زيد يهتم أبوه بالمساكين».

(٨) فتأتي بِـ «إن» في المشكوك فيه، نحو «زيد إن تلقه يكرمك» ففي هذا المثال إخبار بالإكرام المعلق بوقوع اللقاء المشكوك. وتأتي بِـ «إذا» في المُتَيَقن المقطوع به، نحو: «زيد إذا لقيته يكرمك» ففي هذا المثال إخبار بالإكرام المعلق بوقوع اللقاء المحقق.

(٩) أي: لقصد إفادة الأصالة؛ إذ الأصل في المسند التأخير؛ لأنه وصف للمسند إليه. مخلوف.

(١٠) «ما» واقعة على مسند إليه، و «به» متعلق بـ «يحكم»، وضميره للمسند، وكذا «عليه»، وضميره للمسند إليه، وصلةُ «قَصْر» محذوفة أي: عليه، أي: المسند، فقد أفاد المصنف أن التقديم لقصر المسند إليه على المسند، وهو المختار، وسيأتي الكلام عليه مع ما ذكره الشارح مما خالفه. مخلوف.