حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب السادس: في الإنشاء

صفحة 136 - الجزء 1

  فيشمل⁣(⁣١): التصور، والتصديق. وستأتي أدواته، واختلاف معانيها.

  و (أعطيت الهدى): تكملة للبيت قصد بها الدعاء.

  قال:

  وَاسْتَعْمَلُوا كَلَيْتَ لَوْ وَهَلْ⁣(⁣٢) لَعَلْ ... وَحَرْفَ حَضٍّ وَالِاستفهام هَلْ

  أَيٌّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ مَنْ وَمَا ... وَكَيْفَ أَنَّى كَمْ وَهَمْزٌ عُلِمَا

  وَالْهَمْزُ لِلتَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّرِ ... وَبِالَّذِي يَلِيهِ مَعْنَاهُ حَرِي

  وَهَلْ لِتَصْدِيقٍ بِعَكْسِ مَا غَبَرْ ... وَلَفْظُ الاستفهام رُبَّمَا عَبَرْ

  لأَمْرٍ اسْتِبْطَاءٍ أوْ تَقْرِيرِ ... تَعَجُّبٍ تَهَكُّمٍ تَحْقِيرِ

  تَنْبِيهٍ اسْتِبْعَادٍ أوْ تَرْهِيبِ ... إِنْكَارِ ذِي تَوْبِيخٍ اوْ تَكْذِيب

  أقول: يستعمل في التمني مجازًا⁣(⁣٣) ألفاظٌ:

  منها: «لو»، كقوله تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الشعراء ١٠٢]، بنصب {فَنَكُونَ} بـ «أن» مضمرة جوابا لـ «لو» المضمنة معنى التمني.


(١) قوله: «فيشمل» أي: الاستفهام باعتبار المطلوب به الذي هو الحصول في الذهن، فإن كانت الصورة التي طلب حصولها في الذهن وقوع نسبة بين أمرين أو لا وقوعها - أي: مطابقة النسبة للواقع ونفس الأمر أو عدم مطابقتها للواقع - فحصولها - أي: فإدراك تلك الصورة التي هي مطابقة النسبة للواقع أو عدم مطابقتها له - تصديق، وإلا تكن تلك الصورة وقوع نسبة أو لا وقوعها، بل كانت تلك الصورة موضوعا أو محمولا أو نسبة مجردة أو اثنين من هذه الثلاثة أو الثلاثة فحصولها - أي: تصورها - تصور. دسوقي بتصرف.

(٢) قوله: «وهل» الغرض من استعمال «هل» موضع «ليت» إظهار كمال العناية بالمتمنى حيث أبرز في صورة غير الممتنع الذي هو المستفهم عنه. منه. مخلوف.

(٣) وجهه في «هل» أنه شبه مطلق التمني بمطلق الاستفهام بجامع مطلق الطلب في كل؛ فسرى التشبيه للجزئيات، فاستعيرت «هل» الموضوعة للاستفهام الجزئي للتمني الجزئي على سبيل الاستعارة التبعية، أو على سبيل المجاز المرسل من استعمال المطلق في المقيد، ثم استعماله في المقيد، بيان ذلك أن «هل» لطلب الفهم فاستعملت في مطلق الطلب ثم استعملت في طلب حصول الشيء المحبوب. وكذا الكلام في «لو» و «لعل».