حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب السادس: في الإنشاء

صفحة 137 - الجزء 1

  ومنها: «هل»، نحو: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء}⁣[الأعراف ٥٣]، للجزم⁣(⁣١) بانتفاء الشفعاء، والاستفهام يقتضي الجهل بالحكم.

  ومنها: «لعل»، نحو: «لعلِّي أسافر فأزورَ الحبيب» بنصب فـ «أزور»؛ لما تقدم.

  ومنها: حروف التحضيض⁣(⁣٢)، نحو: «هلَّا أكرمت زيدًا» على معنى التمني.

  وقوله: (والاستفهام هل): شروع في أدوات الاستفهام وما يطلب بها، فذكر إحدى عشرة أداة: الهمزة و «هل» حرفان، وبقية الأدوات أسماء، وهي ثلاثة أقسام:

  · ما يطلب به التصور فقط، وهو: ما عدا الحرفين، نحو: «ما زيد⁣(⁣٣)».

  · وما يطلب به التصديق فقط، وهو: «هل»، نحو: «هل زيد قائم»، ولا يجوز: «هل زيد قائم أم عمرو⁣(⁣٤)».

  · وما يطلب به التصور والتصديق، وهو: الهمزة، ولذلك كانت⁣(⁣٥) أُمَّ أدوات الاستفهام، نحو: «أَدِبْسٌ⁣(⁣٦) في الإناء أم عسل»، في تصور المسند إليه⁣(⁣٧)، و: «أفي الدار زيد أم في المسجد» في تصور المسند، ونحو: «أقام زيد⁣(⁣٨)». والمطلوب بها ما يليها، كالفعل في: «أفهمت العلم»، والفاعل في نحو: «أأنت عملت به»، والمفعول في نحو: «أرضاء الله طلبت».


(١) تعليل لمحذوف، أي: وإنما لم تكن «هل» في هذا التركيب للاستفهام وكانت للتمني للجزم ... الخ. مخلوف.

(٢) وهي: هلَّا وألا ولولا ولوما.

(٣) أي: فالمطلوب هنا إدراك حقيقة صنفه وهو تصور. مخلوف.

(٤) لأن وقوع المفرد بعد «أم» دليل على أنها متصلة، وهي لطلب تعيين أحد الأمرين مع العلم بثبوت أصل الحكم فهي لا تكون إلا لطلب التصور بعد حصول التصديق بنفس الحكم، و «هل» ليس إلا لطلب التصديق، فبينهما تدافع؛ فيمتنع. مطول. مخلوف.

(٥) وفي نسخة: «ولذلك سميت ..».

(٦) الدِّبْس - بكسر الدال وسكون الباء -: عصارة الرطب. المصباح المنير.

(٧) أي: في طلب تصوره، أي: إدراك صورته، والظرف متعلق بقولٍ مقدر بعد «نحو» أي: نحو قولك كذا في طلب ... إلخ. مخلوف.

(٨) أي: في طلب التصديق، أي: فقد تصورت القيام وزيدًا والنسبة بينهما وسألت عن وقوع النسبة بينهما هل هو محقق خارجا أو لا، فإذا قيل: «قام» حصل التصديق.