حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[منظومة الجوهر المكنون]

صفحة 12 - الجزء 1

  الْبَابُ الْثَانِي الْحَقِيقَةُ وَالْمَجَازُ

  حَقِيقَةٌ مُسْتَعْمَلٌ فِيمَا وُضِعْ ... لَهُ بَعُرْفِ ذِي الْخِطَابِ فَاتَّبِعْ

  ثُمَّ الْمَجَازُ قَدْ يَجِيءُ مُفْرَدَا ... وَقَدْ يَجِي مُرَكَّبًا فَالْمُبْتَدَا

  كِلْمَةٌ غَابَرَتِ الْمَوْضُوعَ مَعْ ... قَرِينَةٍ لِعُلْقَةٍ نِلْتَ الْوَرَعْ

  كَاخْلَعْ نِعَالَ الْكَوْنِ كَيْ تَرَاهُ ... وَغُضَّ طَرْفَ الْقَلْبِ عَنْ سِوَاهُ

  كِلاهُمَا شَرْعِيٌّ أوْ عُرْفِيُّ ... نَحْوُ «ارْتَقَى لِلْحَضْرَةِ الصُّوفِيُّ»

  أَوْ لُغَوِيٌّ وَالْمَجَازُ مُرْسَلُ ... أَوِ اسْتِعَارَةٌ فَأَمَّا الأَوَّلُ

  فَمَا سِوَى تَشَابُهٍ عَلاقَتُهْ ... جُزْءٌ وَكُلٌّ أَوْ مَحَلٌّ آلَتُهْ

  ظَرْفٌ وَمَظْرُوفٌ مُسَبَّبٌ سَبَبْ ... وَصْفٌ لِمَاضٍ أَوْ مَآلٍ مُرْتَقَبْ

  فَصْلٌ فِي الاسْتِعَارَاتِ

  وَالاسْتِعَارَةُ مَجَازٌ عُلْقَتُهْ ... تَشَابُهٌ كَأَسَدٍ شَجَاعَتُهْ

  وَهْيَ مَجَازٌ لُغَةً عَلَى الأَصَحْ ... وَمُنِعَتْ فِي عَلَمٍ لِمَا اتَّضَحْ

  وَفَرْدًا أوْ مَعْدُودًا أوْ مُؤَلَّفَا ... مِنْهُ قَرِينَةٌ لَهَا قَدْ أُلِفَا

  وَمَعْ تَنَافِي طَرَفَيْهَا تَنْتَمِي ... إِلَى الْعِنَادِ لا الْوِفَاقِ فَاعْلَمِ

  ثُمَّ الْعِنَادِيَّةُ تَلْمِيحِيَّهْ ... تُلْفَى كَمَا تُلْفَى تَهَكُّمِيَّهْ

  وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قَرِيبَةْ ... كَقَمَرٌ يَقْرَأُ أَوْ غَرِيبَةْ

  وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ وَطَرَفَيْنِ ... حِسًّا وَعَقْلاً سِتَّةٌ بِغَيْرِ مَيْنِ

  وَاللَّفْظُ إِنْ جِنْساً فَقُلْ أَصْلِيَّةْ ... وَتَبَعِيَّةٌ لَدَى الْوَصْفِيَّةْ

  وَالْفِعْلُ وَالْحَرْفُ كَحَالِ الصُّوفِي ... يَنْطِقُ أَنَّهُ الْمُنِيبُ الْمُوفِي

  وَأُطْلِقَتْ وَهْيَ الَّتِي لَمْ تَقْتَرِنْ ... بِوَصْفٍ أوْ تَفْرِيعِ أَمْرٍ فَاسْتَبِنْ

  وَجُرِّدَتْ بِلائِقٍ بِالْفَصْلِ ... وَرُشِّحَتْ بِلائِقٍ بِالأَصْلِ

  نَحْوُ ارْتَقَى إِلَى السَّمَاءِ الْقُدْسِ ... فَفَاقَ مَنْ خَلَّفَ أَرْضَ الْحِسِّ

  أَبْلَغُهَا التَّرْشِيحُ لابْتِنَائِهْ ... عَلَى تَنَاسِي الشِّبْهِ وَانْتِفَائِهْ