تذنيب في ألقاب من الفن
  والاستشهاد(١): الاستدلال، كقوله [مجزوء الرمل]:
  كان لي رُكْنٌ وَثِيْقٌ ... وَقَعَتْ فيهِ الزَّلازِلْ
  زَعْزَعَتْهُ نُوَبُ الدَّهْـ ... ـرِ وَكَرَّاتُ النَّوَازِلْ
  ما بَقَاءُ الْحَجَرِ الصَّلْـ ... ـدِ عَلى وَقْعِ الْمَعَاوِلْ(٢)
  الشاهد في البيت الثالث.
  والإيضاح: أن يكون في الكلام خفاء دلالة فيؤتى بكلام يبين المراد ويوضحه. كقوله [الطويل]:
  يُذكَرُ فيكَ الخيرُ والشَّرُ كُلهُ ... وقيل الخَنَا والعلمُ والحلمُ والجهلُ
  فألقاكَ عَن مَذْمُومِها مُتَنَزِّهًا ... وألقاكَ في مَحْمُودِها وَلَكَ الفَضْلُ(٣)
  فالثاني: بين المراد بالأول.
  والائتلاف(٤): الجمع بين متناسبين لفظا أو معنى، نحو: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}[الرحمن ٥].
  والاستطراد: أن يكون المتكلم في فن من الفنون ثم يظهر له من آخر مناسبة فيورده ثم يرجع إلى الأول ويقطع الاستطراد. كقوله تعالى(٥): {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ٩}[طه] إلى قوله: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى ٥٦}[طه ٥٦].
  قال:
  إَحَالَةٌ تَلْوِيحٌ أوْ تَخْيِيلُ ... وَفُرْصَةٌ(٦) تَسْمِيطٌ اوْ تَعْلِيلُ
(١) هو أن تأتي بمعنى ثم تؤكده بمعنى آخر يجري مجرى الاستشهاد على الأول والحجة على صحته.
(٢) أورد هذه الأبيات أبو الهلال العسكري في كتابة الصناعتين ناسبا لها إلى نفسه.
(٣) فلو اقتصر على البيت الأول لأشكل المراد على السامع؛ لجمعه بين ألفاظ المدح والهجاء، فلما قال بعده: فألقاك عن مذمومها متنزها ... الخ أوضح المعنى المراد، ورفع اللبس.
(٤) ويسمى مراعاة النظير والتناسب والتوفيق والتلفيق. معجم المصطلحات البلاغية.
(٥) الآيات من آية ٩ إلى آية ٥٣ في قصة موسى # ثم استطرد بقوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى} من آية ٥٣ إلى آية ٥٥، ثم رجع إلى قصة موسى # بقوله: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا} الآية.
(٦) قوله: «فرصة» أي: انتهاز فرصة. مخلوف.