حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

تذنيب في ألقاب من الفن

صفحة 233 - الجزء 1

  ما بالُ مَنْ أوَّلُهُ نُطْفَةٌ ... وَآخِرُهُ جِيفَةٌ يَفْخَرُ⁣(⁣١)

  عقد قوله ÷: «وما لابن آدم والفخر وإنما أوله نطفة وآخره جيفة».

  والنقل: قريب من التحلية؛ إلا أنه عقد لا يكون فيه شيء من لفظهما، بل يكون⁣(⁣٢) كله في ترجمة أخرى.

  والتختم: عقد قرآن وحديث اشتمل على يسير من لفظهما، كقوله [الكامل]:

  وبَدَتْ لنا البَغْضَاءُ مِن أفْوَاهِهِمْ ... وصُدُورُهمْ فيها أذَىً وحقودُ

  والتجريد: نفي الملزوم لانتفاء اللازم، كقوله تعالى: {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}⁣[البقرة ٢٧٣] أي: لا يكون منهم سؤال فلا يكون إلحاف.

  والاستقلال: كناية عن جملة في معناها جمل كجمل الآي، كقوله:

  وِصاَلُكُمُ صَدٌّ وَحُبُّكُمٌ قِلى ... وَنُصْحُكُمُ غِشٌّ وصُلْحُكُمُ حَرْبُ⁣(⁣٣)

  والتهكم: إبراز المقصود في صورةِ ضدٍّ استهزاءً، نحو: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩}⁣[الدخان]، ومقتضى الظاهر: «إنك أنت الذليل المهان».

  قال:

  تَعْرِيضٌ اوْ إِلْغَازٌ ارْتِقَاءُ ... تَنْزِيلٌ اوْ تَأْنِيسٌ اوْ إِيمَاءُ

  أقول: التعريض: أن يميل باللفظ إلى جانب يفهم منه المقصود لا من جهة الوضع الحقيقي ولا المجازي، بل من عرض اللفظ، أي: جانبه. كقول السائل لمن يتوقع منه صدقة: «إني محتاج».

  والإلغاز⁣(⁣٤): تعمية المراد، أي: تغطيته.


(١) وليس في البيت زيادة على الحديث إلا شيء تافه لا يعد زيادة. مخلوف.

(٢) قوله: «بل يكون» أي: العقد، وقوله: «في ترجمة أخرى» بأن يترجم عن المعنى المأخوذ بلفظ يرادف المأخوذ منه. مخلوف.

(٣) البيت للعباس بن الأحنف، وقد اختلفت روايته فتارة بهذا اللفظ وتارة بلفظ:

وصالكم هجر وحبكم قلى ... وعطفكم صد وسلمكم حرب

(٤) قال الإمام يحيى بن حمزة # في الطراز: وهو ميلك بالشيء عن وجهه، واشتقاقه من قولهم: طريق لغز، إذا كان يلتوي ويشكل على سالكه، ويقال له المعمى أيضا، ومن الأمثلة ما قال بعض الشعراء في =