حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

خاتمة

صفحة 238 - الجزء 1

  وَخَرَّ سَاجِداً إِلَى الأَذْقَانِ⁣(⁣١) ... يَبْغِي وَسِيلَةً إِلَى الرَّحْمَنِ

  تَمَّ بِشَهْرِ الْحِجَّةِ الْمَيْمُونِ ... مُتِمُّ نِصْفِ عَاشِرِ القُرُون

  أقول: المشار إليه جميع ما تقدم سوى الخطبة؛ إذ ليست مقصوده بالذات.

  و (البلاغة): عبارة عن فني المعاني والبيان، فإطلاقها على البديع تغليب. وإنما كانت محمودة لأن بها يُطَّلع على أسرار كلام الله تعالى وكلام رسوله ÷.

  وتقدم معنى الصلاة. و (الأمد): الوقت المستقبل. و (المصطفى): المختار و (الأخيار): جمع خَيِّر بالتشديد، و (غرد): من التغريد، وهو التطريب في الصوت والغناء، و (المشتاق): أي: إلى الحضرة العلية، بدليل السياق.

  و (الميمون): من اليُمن، وهو البركة، وكان ميمونا لأنه من الأشهر الحرم. و (القرون): جمع قرن، وهو مائة سنة، وتمام نصفه خمسون. أخبر أن نظمه تمَّ سنة خمسين وتسعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

  قال أسير مساويه أحمد الدمنهوري: هذا آخر ما أردنا كتابته تحريرا في العاشر من الخامس من الرابع من الثالث من الثاني عشر من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

  نسأله سبحانه وتعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يدخلنا دار كرامته ومحبينا من غير محنة، بجاه حبيبه لديه تفضلا منه لا وجوبا عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

  * * * * *


(١) قوله: «وخر ساجدا» الخ أي: سقط إلى ناحية الأذقان، وهي الأرض. قاله المصنف. مخلوف.