[تقديم الشارح]
  واسمه: عبد الله، وهو قرشي يلتقي مع النبيء ÷ في مُرَّة بن كعب. من كلامه ¥: «أكيس الكَيْسِ(١) التقى، وأحمق الحُمْقِ(٢) الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة». وكان ¥ يأخذ بطرف لسانه ويقول: «هذا الذي أوردني الموارد»، وكان يُشمُّ مِنْ فيه رائحة الكبد المشويِّ لشدَّة خوفه ¥. و (عمر الفاروق): هو سيدنا عمر بن الخطاب ¥، لقب بالفاروق؛ لفرقه بين الحق والباطل. يجتمع نسبه مع النبيء ÷ في كعب. من كلامه: «مَن خاف مِن الله لم يشفِ غيظه، ومن اتقى الله لم يصنع ما يريد». وكان يأخذ اللبنة من الأرض ويقول: «يا ليتني كنت هذه اللبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أكُ شيئا، ليتني كنت نسيًا منسيًّا»، وكان يحمل جراب الدقيق على ظهره للأرامل والأيتام، فقال له بعضهم: دعني أحمله عنك، فقال: ومن يحمل عني يوم القيامة ذنوبي.
  و (أبو عمرو) المراد به: سيدنا عثمان بن عفان ¥. يجتمع نسبه مع النبيء ÷ في عبد مناف. وكان ¥ شديد الحياء، وكان يصوم النهار ويقوم الليل إلا هجعة من أوّله، وكان يختم القرآن في ركعة واحدة كثيرًا، وكان إذا مرَّ على المقبرة بكى حتى يبلَّ لحيته ¥.
  و (سطوة الله إمام الزاهدين) المراد به: سيدنا علي بن أبي طالب - كرَّم الله وجهه -، وعبَّر عنه بالسطوة لشدِّة بأسه على أهل الزيغ، وبما بعده لشدِّة إعراضه عن الدنيا. كان ¥ يقول: (الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئًا فليصبر على مخالطة الكلاب). وكان يخاطب الدنيا ويقول: (يا دنيا غُرِّي بغيري(٣) فقد طلَّقتُكِ ثلاثًا، عمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك كبير، آهٍ آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق)، وكان يقول: (ما نِلْتَ من دنياك فلا تكثر به فرحًا، وما فاتك
(١) الكيس - بفتح الكاف وسكون الياء -: وفرة العقل وقوته. والمعنى: أحسن آثار الكيس التقى.
(٢) بضم الحاء وسكون الميم: قلة العقل. والمعنى: أقبح آثار الحمق الفجور.
(٣) قوله: «غري» أي: اخدعي، وضمنه معنى العبي فعداه بالباء. وفي نسخة «غيري» فلا تضمين. مخلوف.