الباب الثاني: في المسند إليه
  وقوله: (والترك) أي: ترك التعين(١) (مستبين) أي: ظاهر لأجل الشمول(٢).
  قال:
  وكونُهُ بِعَلَمٍ لِيَحْصُلا ... بِذِهْنِ سامِعٍ بِشَخْصٍ أوَّلا
  تَبَرُّكٍ تَلَذُّذٍ عِنايَةْ ... إِجْلالٍ او إِهانَةٍ كِنايَةْ
  أقول: من مرجحات كون المسند إليه عَلَمًا، أي: شخصيًّا: إحضاره(٣) بعينه في ذهن السامع ابتداء باسمه الخاص به، فاحترز بـ «عينه» - أي: شخصه - عن إحضاره باسم جنسه، نحو: «رجل عابد زارني(٤)»، وبـ «ابتداء» - أي: أول مرة - عن نحو: «جاءني زيد وهو راكب(٥)»، فإنه وإن حصل فيه الإحضار في ذهن السامع بواسطة العَلَم أيضًا لكن لا ابتداءً، بل ثانيًا، وبـ «اسمه الخاص به»: عن إحضاره بضميره، أو إشارته، أو غير ذلك(٦)، نحو قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(٧)}[الإخلاص ١].
  ومنها: التبرك، نحو: «محمد رسول الله».
  ومنها: التلذذ بذكره، نحو: «محمد يجب على كل أحد محبته».
= مخلوف بتصرف.
(١) «التعيين» نخ.
(٢) ظاهره أن قوله: «لأجل الشمول» متعلق بـ «ظاهر». والظاهر أنه متعلق بالترك، فكان المناسب تقديم «لأجل الشمول» على «مستبين» كما قدمه المصنف في قوله: «والترك للشمول مستبين».
(٣) قوله: «إحضاره» أي: إحضار مدلوله. وقوله: «بعينه» الجار والمجرور حال من مفعول المصدر، أي: حال كون المسند إليه ملتبسا بعينه، أي: تعينه وتشخصه.
(٤) فالتعبير عن المسند إليه بـ «رجل» وإن تعين بالقرينة أنه «زيد» لا يفيد حضوره في ذهن السامع إلا من جهة الجنسية المنافية من حيث هي للشخصية. فالشاهد في «رجل»، وإنما أتى بـ «عابد» لأجل صحة الابتداء بالنكرة.
(٥) الشاهد في قوله: «وهو راكب» فالضمير أحضر الذات ملتبسة بالتعيين في ذهن السامع، ولكن هذا الإحضار ثانوي؛ لأن الضمير متوقف على المرجع.
(٦) مثل إحضاره بالاسم الموصول والمعرف بـ «لام العهد» والإضافة؛ لأن «أنا» - مثلا - موضوعة لكل متكلم، و «أنت» لكل مخاطب، و «ذا» لكل مشار إليه، و «الذي» لكل مفرد مذكر، والمعرف بلام العهد والإضافة موضوعان لكل فرد.
(٧) هذا هو مثال إحضاره بعينه في ذهن السامع ... الخ إذا أعرب «هو» ضمير الشأن مبتدأ أول، و «الله» مبتدأ ثان، والجملة خبره فـ «الله» مسند إليه عرف ... الخ.