المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

الجمع

صفحة 160 - الجزء 1

الجمع

  ولما فرغ من المنسوب شرع في الجمع فقال: (الجمع) أي: المكسر، أي: بيان صيغه المختلفة، إذ المصحح عرفت صيغته لانضباطها في النحو، كما عرفت حقيقتهما⁣(⁣١) هنالك، وإن ذكر بعض من أحكام شيء من المصحح هنا⁣(⁣٢) فعلى سبيل التبعية، كما ذكر في النحو تمييز أوزان جموع القلة⁣(⁣٣) عن جموع الكثرة على سبيل التبعية، وذكر حقيقتهما في النحو استيفاء لأقسام الاسم من المفرد والمثنى والمجموع، وإلا فموضع ذكر أبنيتهما التصريف.

  والاسم المراد جمعه إما: ثلاثي، أو رباعي، أو خماسي، فقدم الثلاثي لخفته وكثرة جموعه فقال: (الثلاثي) وقدم منه المجرد لذلك⁣(⁣٤)، وهو مذكر ومؤنث، وكل منهما اسم وصفة، فقدم المذكر الذي هو اسم لأنه الأصل، وقد عرفت أن أوزانه⁣(⁣٥) عشرة فقال: (الغالب) وأشار بلفظ الغالب إلى أن جمعه سماعي، بل أكثر جمع التكسير سماعي، إلا أنه قد يغلب بعض الجموع في بعض الأوزان ويندر غيره، فالمصنف يذكر ما هو الغالب، وكثيراً ما يذكر بعد ذلك شيئاً من غير الغالب الذي هو كالشاذ، منبهاً عليه بلفظ: جاء.

  فإن قلت: ما وجه بحث التصريفي من حيث إنه تصريفي⁣(⁣٦) عما لم يكن له قياس؟ فإنه إنما يبحث عما له قانون كما عرفت في حده حيث قيل: علم بأصول، والغالب ليس بقياس.

  قلت: قد نُزِّل الغالب هنا منزلة القياس، ولذلك قال الرضي ناقلاً عن


(١) أي: المصحح والمكسر بقوله: ما دل على آحاد مقصودة ... إلخ. تمت. منه

(٢) كما سيأتي له هنا في قوله: وباب سنة جاء فيه سنون ... إلخ. تمت.

(٣) حيث قال: وجمع القلة أفعال وأفعل وأفعلة وفعلة. تمت.

(٤) أي: لخفته وكثرة جموعه. تمت.

(٥) أي: الثلاثي المجرد. تمت.

(٦) أي: لا من حيث إنه طالب علم. تمت.