المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

بحث جمع الصفات

صفحة 174 - الجزء 1

  والكُرُون لم يسمع فيهما الكسر، وأما المكسور الفاء فلم يسمع فيه التغيير كالعضين⁣(⁣١) والمئين.

  وهذا الجمع مع أنه خلاف القياس شايع فيما لم يُكَسَّر من الاسم الذي عوّض من لامه هاءً: كسنة وقُلَة، وجاء⁣(⁣٢) قليلاً لما ثبت تكسيره كالثبون والأثابي في الثبة، وربما جاء⁣(⁣٣) في المحذوف الفاء أيضاً كرِقة ورقين.

  (و) جاء فيه أيضاً جمعه بالألف والتاء: إما مع رد اللام نحو: (سنوات وعِضَوات) في جمع عضة، وهي قطعة من الشيء، وأصلها: عِضَوَة، من عَضوته، أي: فرّقته. (و) إما بلا رد اللام نحو: (ثُبات) في ثُبَة، (وهَنَات) في هَنَةٍ، أصلها: هَنَوَة، وهي العورة والشيء المستهجن.

  فإن قيل: تعريف المصنف في النحو لجمع التكسير بقوله: «ما تغير بناء واحده» يقتضي أن يصدق على ما وقع فيه تغيير⁣(⁣٤) من هذه الجموع المصححة فكيف عُدّت من الصحيح؟

  أجيب: بأنه يقدر أنه حصل هذه التغييرات بعد الإتيان بمفردها في الجمع سالماً؛ لغرض⁣(⁣٥)، وإن لم يثبت نحو: تمْرات - بالسكون -.

  (وجاء) في جمع أمة - وأصلها: أمَوَة كرقبة، حذفت لامها وعوضت عنها


(١) عضهه عضهاً: رماه بالبهتان، قال الكسائي: العضة: الكذب والبهتان، قال تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}⁣[الحجر]، ويقال: نقصانه الواو، وأصله: عِضْوَة، وهو من عضوته، أي: فرقته؛ لأن المشركين فرقوا أقاويلهم فيه، فجعلوه كذباً وسحراً وكهانة وشعراً. ويقال: نقصانه الهاء، وأصله عضَهَة؛ لأن العضة والعضين في لغة قريش السحر. تمت. صحاح بتصرف.

(٢) أي: هذا الجمع.

(٣) أي: هذا الجمع، والرقة: الدراهم المضروبة، والهاء عوض من الواو وأصلها ورق، وتجمع على رقين. تمت. صحاح بتصرف.

(٤) والذي وقع فيه تغيير بعض الأمثلة، من قوله: وإذا صحح باب تمرة إلى هنا. تمت.

(٥) وذلك الغرض: إما الفرق بين الاسم والصفة كما في تمرات كما تقدم، أو التنبيه على أن الجمع ليس بجمع سلامة حقيقة كما خففته في سنون. تمت ... وقوله: «وإن لم يثبت نحو تمْرات» أي: وإن لم يثبت المجيء بمفرد تمرات سالماً في الجمع، وإنما يقدر ذلك تقديراً. تمت.