بحث جمع الصفات
  والكُرُون لم يسمع فيهما الكسر، وأما المكسور الفاء فلم يسمع فيه التغيير كالعضين(١) والمئين.
  وهذا الجمع مع أنه خلاف القياس شايع فيما لم يُكَسَّر من الاسم الذي عوّض من لامه هاءً: كسنة وقُلَة، وجاء(٢) قليلاً لما ثبت تكسيره كالثبون والأثابي في الثبة، وربما جاء(٣) في المحذوف الفاء أيضاً كرِقة ورقين.
  (و) جاء فيه أيضاً جمعه بالألف والتاء: إما مع رد اللام نحو: (سنوات وعِضَوات) في جمع عضة، وهي قطعة من الشيء، وأصلها: عِضَوَة، من عَضوته، أي: فرّقته. (و) إما بلا رد اللام نحو: (ثُبات) في ثُبَة، (وهَنَات) في هَنَةٍ، أصلها: هَنَوَة، وهي العورة والشيء المستهجن.
  فإن قيل: تعريف المصنف في النحو لجمع التكسير بقوله: «ما تغير بناء واحده» يقتضي أن يصدق على ما وقع فيه تغيير(٤) من هذه الجموع المصححة فكيف عُدّت من الصحيح؟
  أجيب: بأنه يقدر أنه حصل هذه التغييرات بعد الإتيان بمفردها في الجمع سالماً؛ لغرض(٥)، وإن لم يثبت نحو: تمْرات - بالسكون -.
  (وجاء) في جمع أمة - وأصلها: أمَوَة كرقبة، حذفت لامها وعوضت عنها
(١) عضهه عضهاً: رماه بالبهتان، قال الكسائي: العضة: الكذب والبهتان، قال تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}[الحجر]، ويقال: نقصانه الواو، وأصله: عِضْوَة، وهو من عضوته، أي: فرقته؛ لأن المشركين فرقوا أقاويلهم فيه، فجعلوه كذباً وسحراً وكهانة وشعراً. ويقال: نقصانه الهاء، وأصله عضَهَة؛ لأن العضة والعضين في لغة قريش السحر. تمت. صحاح بتصرف.
(٢) أي: هذا الجمع.
(٣) أي: هذا الجمع، والرقة: الدراهم المضروبة، والهاء عوض من الواو وأصلها ورق، وتجمع على رقين. تمت. صحاح بتصرف.
(٤) والذي وقع فيه تغيير بعض الأمثلة، من قوله: وإذا صحح باب تمرة إلى هنا. تمت.
(٥) وذلك الغرض: إما الفرق بين الاسم والصفة كما في تمرات كما تقدم، أو التنبيه على أن الجمع ليس بجمع سلامة حقيقة كما خففته في سنون. تمت ... وقوله: «وإن لم يثبت نحو تمْرات» أي: وإن لم يثبت المجيء بمفرد تمرات سالماً في الجمع، وإنما يقدر ذلك تقديراً. تمت.