المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

جمع الصفة المزيد فيها مدة ثالثة

صفحة 186 - الجزء 1

  (ولا يجمع) فعيل بهذا المعنى (جمع التصحيح) بالواو والنون، (فلا يقال:) رجال (جريحون، ولا) بالألف والتاء، فلا يقال: نسوة (جريحات؛ ليتميز عن فعيل الأصل) يعني فعيلاً الذي هو بمعنى فاعل، وإنما كان هذا هو الأصل لكونه أكثر من فعيل بمعنى مفعول، ولأن الفاعل مقدم على المفعول، فلما جمع الذي بمعنى الفاعل جمع السلامة لم يجمع هذا عليه؛ فرقاً بينهما.

  (و) ما جمع هذا الجمع - أعني على فَعلى - من غير باب فعيل بمعنى مفعول (نحو:) قولهم في جمع مريض: (مرضى) مع أنه بمعنى فاعل (محمول على) مفرد (جرحى) أي: على فعيل بمعنى مفعول؛ لموافقته له لفظاً، وهو ظاهر، ومعنى؛ بما فيه من معنى الآفة والمكروه. (و) أشار المصنف إلى أن حمله عليه غير مستبعد؛ لأنهم (إذا) كانوا قد (حملوا) ما شاركه في المعنى المذكور (نحو:) هالك وميت وأجرب - مع المخالفة في الوزن - حيث جمعوها على (هلكى، وموتى وجربى، عليه) أي: على نحو: قتيل (فهذا) أي: نحو: مريض (أجدر) وأحق بأن يحمل عليه؛ لكونه مع مشاركته إياه في المعنى موافقاً له في الوزن.

  ثم أشار إلى أن حمل باب على باب مخالف له في الوزن للمشاركة في المعنى أمرٌ شائع عند العرب فقال: (كما حملوا) مفرد (أيامى) وهو أيم، ووزنه: فيعل، وهو الذي لا زوج له من الرجال والنساء، (و) مفرد يتامى، وهو يتيم، ووزنه فَعِيل (على) مفرد (وجاعى) وهو وجع، ووزنه فَعِل، (و) مفرد (حباطى) وهو حَبِط، ووزنه أيضاً فَعِل، فجمعوهما⁣(⁣١) جمعهما، أعني على فعالى؛ لمشاركتهما إياهما في المعنى؛ إذ الأيمة واليتم لا بد فيهما من الحزن والوجع.


(١) أي: جمعوا أيم ويتيم جمع وجع وحبط. تمت.