المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

جمع الصفات المؤنثة

صفحة 187 - الجزء 1

جمع الصفات المؤنثة

  ولما فرغ من بيان جمع المذكر للأوزان الخمسة في الصفات أشار إلى بيان جمع بعض المؤنث منها⁣(⁣١) فقال: (المؤنث، نحو: صبيحة) مما هو على وزن فعيلة يجمع (على) فعائل وفِعال - بكسر الفاء - نحو: (صبايح، وصِباح)، وقد يستغنى بفعال عن فَعَائل نحو: صغار وكبار، ولا يقال: نسوة صغائر ولا كبائر.

  (وجاء: خلفاء)، وظاهره أنه جمع خليفة؛ فتكون فعيلة قد جاء في جمعها فُعَلاء، لكن المصنف أشار إلى أن الأولى حمله على غير ذلك فقال: (وجعله جمع خليفٍ أولى)؛ لأنه قد جاء خليف وإن لم يشتهر، قال [البسيط]:

  إن من القوم موجوداً خليفته ... وما خليف أبي وهب بموجود⁣(⁣٢)

  فيكون خلفاء جمعه، واشتهر دون مفرده.

  (ونحو: عجوز) يعني مما هو على وزن فَعُول من المؤنث يجمع غالباً (على) فعائل نحو: (عجائز)، وقد يجمع مؤنث فَعُول على فُعُل كالمذكر، يقال: نسوة صُبُر، كما يقال: رجال صُبُر.

  ولم يذكر المصنف حكم المؤنث من الثلاثة الأوزان التي المدة فيها ألف رأساً، ولا مؤنث فعيل الذي التاء فيه مقدرة، وذكر مؤنث فعيل الذي التاء فيه ظاهرة، ومؤنث فعول، ولا تكون التاء فيه إلا مقدرة كما عرفت.

  أما فَعال وفِعال - بفتح الفاء وكسرها - وفعيل الذي التاء فيه مقدرة - وهو فعيل بمعنى مفعول إذا جرى على صاحبه - فلاستواء المذكر والمؤنث في مفردها،


(١) أي: من الخمسة.

(٢) البيت لأوس بن حجر التميمي يرثي عمرو بن مسعود، وأبي وهب: كنية عمرو بن مسعود، قال ابن حبيب: العرب تقول: فلان خليفة فلان، إذا قام مقامه وفعل فعله وإن لم يستخلفه، يقول الشاعر: إذا مات أحد خلفه من يقوم مقامه ويفعل مثل فعله إلا أبا وهب فإنه لم يخلفه أحد في جوده وشجاعته، واستشهد به على أن خليفاً قد ورد بمعنى خليفة، فيكون جمع خليف على خلفاء، وجمع خليفة على خلائف. تمت. من شرح شواهد الشافية بتصرف.