جمع الصفات المؤنثة
  مساجد، فتقلب الألف الأولى التي بعد الراء ياءً؛ لانكسار ما قبلها، وترجع الهمزة إلى أصلها، أعني الألف؛ لزوال الموجب لقلبها همزة، أعني وقوعها بعد الألف، ثم تقلب ياءً؛ لمناسبة الياء التي قبلها، ثم حذفت الياء الأولى لمجرد التخفيف المناسب للجمع، وقلبت الثانية ألفاً لذلك، ولتسلم الألف(١) - التي هي علامة - من الحذف عند التنوين.
  (والصفة) يعني: والمؤنث بالألف رابعة إذا كان صفة في المقصورة (نحو: عطشى) مما له مذكر غير أفْعَل يجمع (على) فِعَالٍ، نحو: (عطاش) فإن مذكره عطشان، (ونحو: حرمى) مما ليس له مذكر (على) فَعَالى نحو: (حرامى)، وحرمى - بفتح الحاء -: هي الشاة التي تشتهي الفحل.
  (و) الممدودة (نحو: بطحاء) وهي مسيل واسع فيه دقاق الحصى، ومنه: بطحاء مكة - شرفها الله تعالى - يجمع (على) فِعال - بكسر الفاء - نحو: (بطاح، و) كذا (نحو: عُشَراء) مما فتحت عينه وضمت فاؤه يجمع أيضاً (على) فعال نحو: (عشار). ولو قال: «ونحو: بطحاء وعُشراء على بطاح وعشار» لكان أولى(٢) كما لا يخفى.
  (وفُعْلَى) مما له مذكر هو (أفْعَل نحو: الصغرى) حقه أن يُجْمَع (على) فُعَل نحو: (الصُّغَر). وترك المصنف هاهنا قسماً؛ وذلك لأن ما مذكره أفْعَل إما مقصور وحقه أن يجمع على فُعَل كما ذكره، وإما ممدود وحقه أن يجمع على فُعْل كحُمْر في جمع حمراء، ولم يفرقوا في جمعه بين المذكر والمؤنث؛ لكثرته، فقصدوا التخفيف بإتباع مذكره في الجمع. هذا ما شرح به بعضهم(٣) كلام المصنف في
(١): قال ابن جماعة عند شرح قول الجاربردي: «ولتسلم الألف»: يريد أنهم فتحوا الراء لتقلب الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها حينئذٍ فيمتنع الصرف لألف التأنيث، فسلم الألف من الحذف الذي كان يلحق الياء لو بقيت عند دخول التنوين كما في جوارٍ. تمت.
(٢) للاختصار بسقوط نحو: وعلى. تمت.
(٣) الجاربردي.