المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تكسير الرباعي وما يجمع جمعه من المزيد

صفحة 200 - الجزء 1

  (وقِرْواح) للأرض المستوية، مثال الموازن للرباعي الذي فيه مدة زائدة على بِنْيته كقرطاسٍ، وهو ملحق به، (وقُرْطاط) - بضم القاف - للبرذعة⁣(⁣١)، مثال الموازن لما فيه المدة وهو غير ملحق؛ لمخالفته في الحركة؛ إذ لم يثبت فُعْلال - بضم الفاء - كما تقدم، (ومصباح) مثال له أيضاً، وليس بملحق؛ لاطراد الزيادة في إفادة معنى. هذه هي النسخة التي شرح عليها نجم الأئمة.

  وفي بعض النسخ هكذا: «وما كان على زنته ملحقاً أو غير ملحق بغير مدة أو بمدة ... إلخ»، ويمكن أن يكون معناه أن الموازن للرباعي ملحقاً ذلك الموازن أو غير ملحق، كائناً ذلك الرباعي بغير مدة زائدة على بنيته أو بمدة زائدة عليها، وأمثلة الأقسام ما في الكتاب كما عرفت، فيخرج أيضاً بتقييد المدة بالزائدة فاعل وأخواته المذكورة، فيتحد المعنى على النسختين.

  إلا أن في الثانية قلقاً من حيث جعل إحدى الحالين من ضمير كان الذي هو عبارة عن الموازن، أعني قوله: ملحقاً أو غير ملحق، والثانية من ضمير زنته الذي هو عبارة عن الرباعي، والأولى الحكم بأحسنية النسخة الثانية، وأن تجعل الحالان كلتاهما من الموازن، والمعنى: أن الموازن للرباعي بغير مدة فيه أو بمدة، وعلى كل تقدير فملحق أو غير ملحق يجري مجراه، والأمثلة ما عرفت.

  ويكون المراد بقوله: وما كان على زنته: مما لم يذكر سابقاً، ولم يصرح به⁣(⁣٢) استغناء بسبق ذكرها، فيخرج فاعل وأخواته، ونحو: سكران، وعلى النسخة الأولى والتفسير الأول للثانية يبقى نحو: سكران داخلاً فيه.

  واعلم أَنَّه يجمعُ جمع الرباعي - كما أشار إليه المصنف بقوله: نحو: كوكب - كلُّ⁣(⁣٣) ثلاثي مزيد فيه حرفان وقبل آخره حرف لين، مدة كانت ككلوب،


(١) البردعة - بالدال والعين المهملة - والبرذعة - بالذال -: الحلس يبقى تحت الرحل. تمت. قاموس.

(٢) أي: بما لم يذكر سابقاً.

(٣) قوله: كل ثلاثي ... إلخ - نائب فاعل «يجمع».