المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

أحكام التقاء الساكنين

صفحة 209 - الجزء 1

  والمدغم فيه متحرك، فيصير الثاني منهما⁣(⁣١) كأنه متحرك، ولهذا قد يجمع في الجامع للشروط بين ثلاثة سواكن في حال الوقف، نحو: دواب.

  واشترط كونهما في كلمة احترازاً عن نحو: خافا الله، وخافوا الله، وخافي الله؛ فإنه يحذف حرف المد للساكنين؛ وذلك لأن في التقائهما مطلقاً⁣(⁣٢) - كما عرفت - ثقلاً، فإذا كان أولهما في مكانٍ يليق به الحذف - وهو آخر الكلمة - كان التخفيف به⁣(⁣٣) أولى.

  تنبيه: ظاهر قول المصنف: «قبله لين» شمول كل واو وياء ساكنتين وإن لم يكونا مداً، ويوافقه ما سيأتي في الإدغام إن شاء الله تعالى عند شرح قوله: وعند ساكن صحيح قبلهما⁣(⁣٤). لكن قال نجم الأئمة: إن ذلك⁣(⁣٥) لا يجوز إلا إذا كان اللينُ ياءَ التصغير، نحو: خويصة، فإنها تصغير خاصة، فلا تقول في أفعل من الود واليلل⁣(⁣٦): أَيْلّ وأوْدُّ، بحذف حركة اللام الأولى والدال الأولى كما في أصيم⁣(⁣٧)، بل تنقل حركة أول المثلين عند قصد الإدغام إلى الواو والياء، نحو: أَيَلّ وأَوَدّ؛ لقلة المد الذي فيهما، كما⁣(⁣٨) فعلت في: أشد وأمرّ.

  ويظهر من كلام نجم الأئمة هنا وفي الإدغام أن المدغم والمدغم فيه إن كانا في كلمة واحدة وجب أن يكون الساكن الأول مداً أو ياء التصغير، وإن كانا في كلمتين لم يشترط إلا كون الأول ليناً مطلقاً. فظهر أنه فرق بينهما في كلمة وبينهما


(١) أي: من الساكنين. تمت.

(٢) أي: حصلت الشروط أم لا. تمت ... وقيل: وصلاً ووقفاً. تمت.

(٣) أي: بالحذف. تمت.

(٤) فظاهره أنه إذا وقع قبلهما حرف علة لم يمتنع الإدغام، وسواء كان مداً نحو: عمود داود، وقيل لهم، أو غير مد نحو: جيب بكر، وثوب بكر.

(٥) أي: التقاء الساكنين وأولهما غير مد. تمت.

(٦) اليلل: قصر الأسنان أو انعطافها إلى داخل الفم. تمت.

(٧) الجار والمجرور متعلق بحذف، وأُصَيْمّ: تصغير أصم.

(٨) الجار والمجرور متعلق بتنقل. تمت.