أحكام التقاء الساكنين
  وجوَّز ثعلب من غير سماع فتح المدغم فيه مع مجيء هاء الغائب بعده، نحو: ردَّهُ وعَضَّهُ واستعدَّه، وغلَّطه جماعة، ولذلك قال المصنف: (وغُلِّط ثعلب في جواز الفتح(١)). قال الرضي: والقياس لا يمنعه؛ لأن مجيء الواو الساكنة بعد الفتحة غير قليل، كقَوْلٍ وطَوْلٍ.
  (و) كوجوب (الفتح في نون «مِنْ» مَع) كون الساكن الذي لقيها (اللام، نحو: مِنَ الرجُل)؛ لكثرة مجيء لام التعريف بعد مِنْ، فاستثقل توالي الكسرتين(٢). (والكسر) في نون «مِن» مع اللام (ضعيف)، ووجهه مع الضعف: أنه لم يُبالَ بالكسرتين لعروض الثانية.
  (عكس: مِنِ ابنك) مما لقي نون «مِنْ» ساكن غير لام التعريف، فإنه يجب فيه الكسر على الأصل؛ لعدم الكثرة.
  (وعن) إذا لقي نونَه لامُ التعريف كُسر، كما إذا لقيه غيره(٣)؛ لعدم اجتماع الكسرتين، (على الأصل) في التقاء الساكنين، (و) حكى الأخفش (عنُ الرجل - بالضم ـ) لنون عن، وهو (ضعيف)، شبّهه بنحو: {قلُ انظروا}، يعني حرك النون بالضم إتباعاً لضمة الجيم، ولم يعتد بالراء المضاعفة. وفيه ضعف؛ لأن الضم لم يجز في نحو: «إنِ الحكم»، مع أن الضمة بعد الساكن الثاني بلا فصل، فكيف بهذا؟
  (وجاء في) نوعين من (المغتفر) التقاء الساكنين فيه تحريكُ(٤) الأول منهما،
(١) في رده قياساً على رد لأن الواو بعد الضمير موجود في اللفظ والهاء حاجز غير حصين فلا يصح القياس. تمت. ركن
(٢) أي: كسرة الميم وكسرة النون لو كسر على أصل التقاء الساكنين. قال الرضي: وليس ذلك لنقل حركة الهمزة، وإلا جاز: هلَ الرجل. تمت.
(٣) أي: كما إذا لقي نونه غير لام التعريف من السواكن. تمت ... وعبارة الرضي بعد أن قال: قوله: «وعن على الأصل» أي: يكسر نونه مع أي ساكن كان؛ إذ لا يجتمع معه كسرتان كما في «من». تمت.
(٤) «تحريك» فاعل جاء. تمت.