المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

أحكام التقاء الساكنين

صفحة 223 - الجزء 1

  النوع الأول: ما يكون سكون الثاني فيه للوقف وأولهما غير حرف لين، نحو: هذا (النَّقُر، ومِنَ النَّقِر) فيحرك الأول بحركة الثاني بنقل حركته إليه، كما سيأتي في الوقف إن شاء الله تعالى.

  (و) كذلك إذا كان الساكن الثاني هاء الضمير، نحو: (اضربه) فإنك تنقل حركة الهاء إلى ما قبلها. ولم يمثل لنقل الفتحة؛ لقلته؛ إذ لا يجيء إلا في المهموز، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  والقول⁣(⁣١) بأن هذا على غير لغة من ينقل في حال الوقف كما في بعض الشروح خلاف الظاهر⁣(⁣٢). والنقر: التقاط الطائر الحبة، وقد يطلق على⁣(⁣٣) غير ذلك.

  (و) النوع الثاني: ما يكون الساكن الثاني فيه مدغماً والأول ألف، (نحو: دابة وشابة)، فإنها تقلب فيه الألف همزة مفتوحة، كما يحكى في الشواذ: «ولا الضألِّيْن»؛ وذلك للفرار من التقاء الساكنين. ويجوز أن يقال: إنها قلبت همزة كما تقلب في غيره، نحو: العألم ونأرٍ، على ما يجيء في باب الإبدال؛ فلم يمكن مجيء الساكن بعد تلك الهمزة الساكنة كما أمكن مع الألف، فحرك الأول وهو الهمزة. وفتحت؛ لأن هذه الألف لا أصل لها في الحركة، فأشبه شيء بها⁣(⁣٤) وبالهمزة الفتح؛ لأنه بعض الألف، ومخرج الألف والهمزة الحلق. وعلى الوجه الأخير⁣(⁣٥) إن كان أصل الألف حرفاً متحركاً حُركت الهمزة بتلك الحركة، قال [الرجز]:


(١) القول مبتدأ، وقوله: «خلاف الظاهر» - خبره. تمت.

(٢) أي: بل الظاهر أنه على لغة من ينقل كما ذكره الشارح. تمت.

(٣) نَقَرَ الطائر الحبة ينقُرها نقراً: التقطها، ونقرت الشيء: ثقبته بالمنقار، ونقر في الناقور: نفخ في الصور. ونقرت الرجل نقراً: عبته. وقد نقرت بالفرس نقراً: وهو صويت تزعجه به. والنقر: صويت يسمع من قرع الإبهام على الوسطى. تمت. صحاح

(٤) أي: بالألف إذا حركت للساكنين كما في الوجه الأول، وقوله: «وبالهمزة» يعني إذا قلبت الألف إليها كما في الوجه الثاني.

(٥) وهو كون القلب لغير التقاء الساكنين، بل كما تقلب في العألم ونأر.