المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الابتداء]

صفحة 228 - الجزء 1

  وأما اسم الفاعل واسم المفعول فلم يؤت في أوائلهما بالهمزة؛ لسقوطها بوقوع الميم في أوائلهما⁣(⁣١).

  وهذه الأفعال أحد عشر مشهورة، تسعة من الثلاثي المزيد فيه، كانطلق وأحمرّ واحمارَّ واقتدر واستخرج واقعنسس واسلنقى واجلوَّذ واعشوشب، واثنان من الرباعي المزيد فيه، نحو: احرنجم، واقشعر.

  وقد تجيء⁣(⁣٢) في تفعّل وتفاعل إذا أدغم تاؤهما في الفاء، نحو: اطّيّر واثّاقل. ولا يرد أهراق إهراقة وأسطاع إسطاعة لأن⁣(⁣٣) بعد ألف الفعل الماضي منه أربعة؛ إذ⁣(⁣٤) أصلهما أراق وأطاع، وزيادة الهاء والسين عارضة.

  (وفي صيغة أمر الثلاثي) إذا لم تتحرك الفاء في المضارع⁣(⁣٥)، احتراز عن نحو: قُلْ وبِعْ وخَفْ.

  (و) المسموع من الحروف (في لام التعريف، و) في (ميمه). هذا مبني على مذهب سيبويه أن حرف التعريف هي اللام وحدها، وضعت ساكنة ليستحكم امتزاجها بما دخلت عليه. وفي لغة حمير ونفر من طي: إبدال الميم من لام التعريف، كما روى النمر⁣(⁣٦) بن تولب عنه ÷: «ليس من امبر امصيام في امسفر».

  وأما على مذهب الخليل أن آلة التعريف الهمزة⁣(⁣٧) واللام فلا سكون للأول، وإنما حذفت الهمزة عنده في الدرج - وإن كانت همزة قطع - لكثرة الاستعمال.


(١) هذه العلة تصلح في المضارع بأن يقال هكذا لسقوطها بوقوع حرف المضارعة في أوله وعلته تصلح هاهنا فتأمل. تمت.

(٢) أي: همزة الوصل. تمت.

(٣) علة ليرد من دون نفي، فهو من تمام الاعتراض أي: بَعْد ألف الفعل الماضي منه أربعة وليست همزته همزة وصل بل قطع. تمت.

(٤) تعليل لقوله: لا يرد. تمت.

(٥) أو تحذف في الأمر نحو: خذ وكل وعد وزن.

(٦) بكسر الميم وسكونها. تمت.

(٧) لأنها من خصائص الأسماء، وتفيد معنى فيها، وهي بمنزلة «قد» في الأفعال، وذلك ثنائي فكذلك هذا، ولأن حروف المعاني ليس فيها ما وضع على حرف مفرد ساكن، فوجب أن يحمل هذا على ما ثبت دون ما لم يثبت. تمت. جاربردي.