المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الابتداء]

صفحة 229 - الجزء 1

  (ألحق في الابتداء خاصة) جواب قوله: فإن كان الأول ساكناً، يعني أن الحرف الذي تريد الابتداء به إذا كان ساكناً - وذلك في المواضع المذكورة، وقد علمت تعذر الابتداء بالساكن - توصلت إلى ذلك الساكن بشيء، وذلك همزة؛ لأن الأولى فيما احتيج إلى زيادته أن يكون من حروف المد؛ لخفتها⁣(⁣١)، والهمزة قريبة من الألف في المخرج، فزيدت همزة، وتسمى (همزة وصل)؛ لأنه بسبب سقوطها في الدرج يتصل ما قبلها بما بعدها⁣(⁣٢)، بخلاف همزة القطع فإنها قاطعة بين ما قبلها وما بعدها.

  وقوله: «في الابتداء خاصة»؛ لأن مجيئها لتعذر الابتداء بالساكن، فإذا لم يبتدأ بالساكن بسبب وقوع شيء قبله لم يحتج إلى الهمزة.

  وتلك الهمزة (مكسورة(⁣٣))؛ لأن الكسر أوسط الحركات، فلما احتيج إلى اجتلابها متحركة كان أولى، (إلا فيما) أي: في الفعل الذي (بعد ساكنه) أي: الساكن الذي لأجله اجتلبت همزة الوصل (ضمة أصلية فإنها) حينئذ (تضم)؛ كراهة للانتقال من الكسرة إلى الضمة وليس بينهما إلا حرف ساكن، فتضم للإتباع، إذا كانت تلك الضمة بعد الساكن أصلية، سواء كانت⁣(⁣٤) باقية (نحو: اقتل، اغز) يا زيد، أو ذاهبة لعارض⁣(⁣٥) نحو: (اغزي) يا هند،


(١) والألف أخفها، وهو متعذر الابتداء به فنابت عنه الهمزة.

(٢) تقول: «كتبت اسمك» فتسقط همزة اسم، فاتصل التاء بالسين، وقيل: إنما سميت همزة وصل لأنه إنما يتوصل بها إلى النطق بالساكن، ولهذا سماها الخليل: سلم اللسان. وتقول في المنقطعة: «نصر أحمد» فهمزة «أحمد» لما ثبتت حجزت بين الراء والحاء فقطعت بينهما. تمت. جاربردي والله أعلم.

(٣) والكوفيون على أن أصل الهمزة السكون؛ لأن زيادتها ساكنة أقرب إلى الأصل؛ لما فيه من تقليل الزيادة، ثم حركت بالكسر كما هو حكم أول الساكنين إذا لم يكن مداً، وظاهر كلام سيبويه يدل على تحركها في الأصل. تمت. رضي.

(٤) أي: الضمة. تمت.

(٥) وهو الضمير، وقوله: فإن أصله «اغزوي» هذا على قاعدتهم، وأما على قاعدة نجم الدين فيقول: «اغز» فاتصلت الياء فكسرت الزاي. تمت. كفاية.