فإن أصله: اغزوي، (بخلاف) ما لو كانت عارضة⁣^(⁣١) نحو: (ارموا)؛ إذ أصله كسر الميم.

  فقوله: «أصلية» يدخل نحو: اغزي، ويخرج نحو: ارموا. ويدخل في قوله: «إلا فيما بعد ساكنه ضمة أصلية» كل ماضٍ لم يسم فاعله من الأفعال المذكورة⁣^(⁣٢)، نحو: اقتُدِر عليه، وانطُلِق به؛ لأن الضمة فيما لم يسم فاعله أصلية فيها⁣^(⁣٣).

  وإذا جاءت الهمزة المضمومة قبل ضمة مُشمَّة كما في اختير وانقيد أشمَّت ضمتها أيضاً كسرة.

  (وإلا في لام التعريف) وميمه، وترك ذكرها لأنها بدل من اللام فحكمها حكمها، (وايمن فإنها تفتح)، أما في لام التعريف فلكثرة استعمالها⁣^(⁣٤)، وأما في «ايمن الله» فلأن الجملة القسمية يناسبها التخفيف؛ لأنها مع جواب القسم في حكم جملة واحدة⁣^(⁣٥).

  وحكى يونس عن بعض العرب كسر همزة «ايمن وايم».

  (وإثباتها وصلاً لحن) أي: خطأ وعدول عن الصواب؛ لعدم المحوج إلى الإتيان بها. قال في الكشاف⁣^(⁣٦): اللحن: أن تلحن بكلامك، أي: تميله إلى نحو: من الأنحاء ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية، قال [الكامل]:

  وقد لحنْتُ لكم لكيما تفهموا ... واللحن يفهمه ذوو الألباب⁣^(⁣٧)

  وقيل للمخطئ: لاحن؛ لأنه يعدل بالكلام عن الصواب.

(١) فلا تضم بل تبقى على الأصل وهو الكسر. تمت.

(٢) أي: الأحد عشر التي تقدمت. تمت.

(٣) أي: في الأفعال المذكورة. تمت.

(٤) فطلب التخفيف بفتحها. تمت. رضي

(٥) ألا ترى إلى حذف الخبر في ايمن ولعمرك وجوباً، وحذف النون من أيمن؟ تمت. رضي

(٦) ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}⁣[محمد: ٣٠]، وآخر كلامه قوله: لأنه يعدل بالكلام عن الصواب. تمت.

(٧) البيت للقتال، أحد بني بكر بن كلاب، شاعر إسلامي في الدولة المروانية. استشهد به على أن صاحب الكشاف قال: اللحن أن تلحن بكلامك ... إلخ، وأنشد البيت. تمت. من شرح شواهد الشافية.