[الابتداء]
  الواو(١) والفاء: «هو وهي» إذا وقع أحدهما بعد همزة الاستفهام، نحو: (أهْو) قال كذا؟ (وأهْي) فعلت كذا؟ قال [البسيط]:
  فقمت للطَّيْف مرتاعاً فأَرَّقني ... فقلت أهْيَ سَرَت أم عادني حُلُمُ؟(٢)
  فخففا بإسكان الهاء؛ إذ صار الأول(٣) كعضد، والثاني(٤) ككتف.
  وإنما جعلا مشبهتين بـ: «وهْو ووهْي» لقلة استعمالهما، فالتخفيف فيهما أقل. ووجه الشبه: كون الهمزة حرفاً غير مستقل كالواو والفاء. (و) شبه باللام الواقعة بعد الواو والفاء اللام الواقعة بعد ثم، نحو: (ثم لْيقضوا)؛ لكونها حرف عطف مثلهما. وبه قرأ الكسائي وغيره، ولم يستحسن البصريون ذلك؛ لأن ثُمَّ مستقلة يوقف عليها.
  (ونحو: أن يمل هْو) - بإسكان هاء هو - على تشبيه اللام الأخيرة من {يمل} مع {هو} بعضد، كما قرئ في الشواذ(٥) (قليل)؛ لأن «يمل» كلمة مستقلة، ولا يمكن تشبيهها بلام الابتداء - كما شبه ثم بالواو - لعدم اشتراكهما أيضاً في المعنى، بخلاف ثم والواو.
(١) وشبهوا ثم هو وثم هي بقولك: فهو وهي لكونها حرف عطف مثله. تمت. رضي على الكافية.
(٢) البيت للمرار العدوي. والمراد بالطيف هنا: خيال المحبوبة الذي رآه في النوم، في شرح الشافية وبعض نسخ المناهل «للزور» وهو مصدر من الزائر المراد به طيفها، والمرتاع: الخائف، وأرقني: أسهرني، وأهي: بسكون الهاء بعد الهمزة وهو محل الاستشهاد بالبيت. وسرت: سارت ليلاً. وعادني: جاءني بعد إعراضه عني. والحلم - بضمتين -: رؤيا النوم. قال ابن الحاجب: يريد أني قمت من أجل الطيف منتبهاً مذعوراً للقائه، وأرقني لما لم يحصل اجتماع محقق، ثم ارتبت هل كان الاجتماع على التحقيق أو كان في المنام.
(٣) أي: أهو. تمت.
(٤) أي: أهي. تمت.
(٥) أي: بإسكان هاء هو بعد يمل. تمت.