الوقف
الوقف
  ولما فرغ من الابتداء شرع في الوقف فقال: (الوقف: قطع الكلمة عما بعدها) أي: عما يمكن أن يكون(١) بعدها، أي: أن تسكت على آخرها قاصداً لكونها آخر الكلام، فيدخل فيه جميع وجوه الوقف، ولو وقفت عليها ولم تراع أحكام الوقف التي تذكر - كما تقف مثلاً على آخر زيد بالحركة والتنوين - لكنت واقفاً، لكنك مخطئ في ترك أحكامه.
  فالوقف ليس مجرد إسكان الحرف الأخير، وإلا لم يكن الروم وقفاً، وكان «من» في قولك: «من زيد؟» موقوفاً عليه مع وصلك إياه بزيد.
  (وفيه) أي: في الوقف (وجوه) أي: أحكام يوجبها الوقف، كالروم والإشمام (مختلفة في الحسن) أي: متفاوتة فيه، فبعضها أحسن من بعض، كما يجيء - إن شاء الله تعالى - من أن قلب الألف واواً أو ياء أو همزة ضعيف، وكذا نقل الحركة والتضعيف. وقد يستوي وجهان أو أكثر في الحسن، كالإسكان وقلب تاء التأنيث هاء.
  (و) مختلفة أيضاً في (المحل) أي: محال الوجوه المذكورة، وهي ما يذكر المصنف غالباً(٢) بعد ذكر كل وجهٍ مصدَّراً بـ «في»، كقوله: «فالإسكان المجرد في المتحرك، والروم في المتحرك»، فقوله: «الإسكان المجرد والروم» وجهان للوقف، وقوله: «في المتحرك» محل هذين الوجهين؛ إذ يكونان فيه(٣) دون الساكن، وعلى هذا القياس إلى آخر الباب.
(١) إنما قلنا المراد هذا لأنه قد يقف الواقف ولا يكون بعد ذلك شيء. تمت ... قال الرضي: قوله: «عما بعدها» يوهم أنه لا يكون الوقف على كلمة إلا وبعدها شيء، ولو قال: «السكوت على آخر الكلمة اختياراً لجعلها آخر الكلام» لكان أعم. تمت.
(٢) احتراز من قوله: «وإبدال الهمزة حرفاً» فإنه لم يذكر محلاً مصدراً بفي. تمت. منه
(٣) أي: في المتحرك. تمت.