المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

الوقف

صفحة 234 - الجزء 1

الوقف

  ولما فرغ من الابتداء شرع في الوقف فقال: (الوقف: قطع الكلمة عما بعدها) أي: عما يمكن أن يكون⁣(⁣١) بعدها، أي: أن تسكت على آخرها قاصداً لكونها آخر الكلام، فيدخل فيه جميع وجوه الوقف، ولو وقفت عليها ولم تراع أحكام الوقف التي تذكر - كما تقف مثلاً على آخر زيد بالحركة والتنوين - لكنت واقفاً، لكنك مخطئ في ترك أحكامه.

  فالوقف ليس مجرد إسكان الحرف الأخير، وإلا لم يكن الروم وقفاً، وكان «من» في قولك: «من زيد؟» موقوفاً عليه مع وصلك إياه بزيد.

  (وفيه) أي: في الوقف (وجوه) أي: أحكام يوجبها الوقف، كالروم والإشمام (مختلفة في الحسن) أي: متفاوتة فيه، فبعضها أحسن من بعض، كما يجيء - إن شاء الله تعالى - من أن قلب الألف واواً أو ياء أو همزة ضعيف، وكذا نقل الحركة والتضعيف. وقد يستوي وجهان أو أكثر في الحسن، كالإسكان وقلب تاء التأنيث هاء.

  (و) مختلفة أيضاً في (المحل) أي: محال الوجوه المذكورة، وهي ما يذكر المصنف غالباً⁣(⁣٢) بعد ذكر كل وجهٍ مصدَّراً بـ «في»، كقوله: «فالإسكان المجرد في المتحرك، والروم في المتحرك»، فقوله: «الإسكان المجرد والروم» وجهان للوقف، وقوله: «في المتحرك» محل هذين الوجهين؛ إذ يكونان فيه⁣(⁣٣) دون الساكن، وعلى هذا القياس إلى آخر الباب.


(١) إنما قلنا المراد هذا لأنه قد يقف الواقف ولا يكون بعد ذلك شيء. تمت ... قال الرضي: قوله: «عما بعدها» يوهم أنه لا يكون الوقف على كلمة إلا وبعدها شيء، ولو قال: «السكوت على آخر الكلمة اختياراً لجعلها آخر الكلام» لكان أعم. تمت.

(٢) احتراز من قوله: «وإبدال الهمزة حرفاً» فإنه لم يذكر محلاً مصدراً بفي. تمت. منه

(٣) أي: في المتحرك. تمت.