المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[حذف الواو والياء]

صفحة 251 - الجزء 1

  والاسم المنصوب ممتنعاً في غيرهما⁣(⁣١) وفي الاسم المرفوع والمجرور غير فصيح؛ لأن⁣(⁣٢) الفواصل والقوافي يراعى فيها الازدواج والتجانس⁣(⁣٣). فحذف الياء من الفواصل كما في قوله تعالى: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ٩}⁣[الرعد]، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤}⁣[الفجر]. ومن القوافي كما في قوله: [الكامل]

  ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ... ـض القوم يخلق ثم لا يفر⁣(⁣٤)

  هكذا أنشد بإسكان الراء وتقييد القافية. وحذف الواو في القافية نحو: قوله: [الطويل]

  صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسل ... وأقفر عن سلمى التعانيق والنقل⁣(⁣٥)

  وقوله بعده⁣(⁣٦) [الطويل]: ... على صير عيش ما يُمر وما يحل

  وقد كنت من سلمى سنين ثمانياً

  ولم أظفر حال الكتابة بمثال لما حذف واوه التي هي لام الفعل في الفواصل.


(١) أي: غير الفواصل والقوافي. تمت.

(٢) تعليل للحذف. تمت.

(٣) الظاهر أن معنى الازدواج والتجانس واحد فهو عطف تفسيري.

(٤) البيت لزهير بن أبي سُلْمَى. والشاهد فيه: لا يفر. وأصله: يفري، فحذفت الياء وسكنت الراء للوقف على القافية، وتفري: تقطع، والخلق: أحد معانيه التقدير، وهو المراد هنا، فضربه هنا مثلاً لتقدير الأمر وتدبيره ثم إمضائه وتنفيذ العزم فيه، والمعنى: أنك إذا تهيأت لأمر مضيت له وأنفذته ولم تعجز عنه، وبعض القوم يقدر الأمر ويتهيأ له ثم لا يعزم عليه ولا يمضيه عجزاً وضعف همة. تمت. من شرح شواهد الشافية بتصرف.

(٥) البيت لزهير بن أبي سلمى أيضاً وفيه اختلاف في الرواية، فقد روي: الثقل بدل النقل، والتعانيق والنقل: موضعان. والشاهد فيه قوله: النقل؛ إذ حذف الواو التي تكون للإشباع. تمت.

(٦) أي: قول زهير بعد البيت السابق. والصِير - بكسر الصاد المهملة ـ: الإشراف على الشيء والقرب منه، وأمر الشيء: صار مراً، وكذلك مر الشيء يَمر - بالفتح - مرارة. ويحلو: مضارع حلا الشيء، أي: صار حلواً. والشاهد فيه حذف الواو من «يحل» للوقف. والفرق بين هذا البيت والبيت السابق أن الواو المحذوفة في هذا الشاهد لام الكلمة، والواو المحذوفة من البيت السابق واو الإشباع. تمت.