[حذف الواو والياء]
  (وحذفهما) أي: الواو والياء إذا كانا ضميرين (فيهما) أي: في الفواصل والقوافي (في نحو:) «القوم (لم يغزوا»، و) «هند (لم ترمي(١) » و) «القوم (صنعوا»، قليل)؛ لأنهما كلمتان وليستا حرفين.
  ووجه حذفهما على القلة تشبيههما بهما لامي الكلمة في الوقف الذي هو محل الاستراحة، مع قصد الازدواج في الفواصل، يروى قول الشاعر: [البسيط]
  لا يبعد الله إخواناً تركتهم ... لم أدر بعد غداة البين ما صنَعْ(٢)
  بحذف الواو وإسكان العين.
  وكذا:
  يا دار عبلة بالجِواء تكلمْ ... وعِمِي صباحاً دار عبلة واسلمْ(٣)
  أنشد بإسكان الميم.
  ولم يحضرني مثال لحذفهما في الفواصل(٤). على أن نجم الأئمة قال: لا أعرف حذف واو الضمير في شيء من الفواصل كما كان في القوافي.
  (وحذف الواو في) ضمير الغائب (نحو: ضربه)، وكذا الياء في به، (و) في ضمير الجمع المذكر نحو: (ضربهم)، وكذا الياء في نحو: عليهِمِ، ولو ذكر الياء مع الواو لكان حسناً، (فيمن ألحق) وهم الأكثر في ضمير الغائب المتحرك ما قبله، لكن إن كانت حركته فتحة نحو: «ضربَه» أو ضمة نحو: «يضربُه» فالواو،
(١) صوابه «وأنت يا هند لم ترمي» و وجه التصويب أن الضمير في المضارع يستتر في الغائب والغائب، فالياء في «هند لم ترمي» لام الفعل وليست بضمير، إلا أن يأول بأن هند منادى حذف حرف النداء منه.
(٢) البيت من قصيدة لتميم بن أبي بن مقبل. ولفظ البيت إخبار ومعناه دعاء، ويبعد: مضارع أبعده بمعنى أهلكه، والبين: الفراق. ما: استفهامية. والشاهد فيه: حذف واو الضمير من صنعوا للوقف. تمت. من شرح شواهد الشافية بتصرف.
(٣) البيت لعنترة بن شداد. والجواء - بكسر الجيم والمد ـ: موضع، والشاهد فيه: حذف ضمير المخاطبة وهو الياء من تكلمي واسلمي للوقف.
(٤) قال الرضي: وحذف ياء الضمير في الفواصل نحو: «فإياي فاعبدون»، ومثل غيره بقوله تعالى: «فيقول ربي أكرمن»، و «فيقول ربي أهانن».