المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[كيف يوزن ما زاد من الأصول على ثلاثة]

صفحة 25 - الجزء 1

  (ويعبر(⁣١) عن الزائد بلفظه) أي: الذي ثبتت زيادته بدليل من الأدلة التي ستأتي في باب ذي الزيادة فيورد لفظه في الزنة في مثل موضعه في الموزون، فيقال: ضَارِب فَاعِل مثلاً.

  (إلا(⁣٢) المبدل من تاء(⁣٣) الافتعال) كالدال في: ازدجر، والطاء في: اصطبر، فإنهما بدلان عن التاء الزائدة؛ إذ أصلهما ازتجر واصتبر (فإنه) يعبر عنهما (بالتاء)، لا بلفظهما، فيقال: ازدجر واصْطبر: افتعل، لا افدعل⁣(⁣٤)، ولا افطعل. قال المصنف⁣(⁣٥): إما للاستثقال، أو للتنبيه على الأصل.

  قال نجم الأئمة الرضي: وهذان⁣(⁣٦) حاصلان في نحو: فَحَصْطُ وفُزْدُ، يعني في فَحَصْتُ وفزت، فإن الطاء والدال بدلان عن التاء⁣(⁣٧)، ولا يوزنان إلا


(١) وليس المراد بالزائد ما لو حذف لدلت الكلمة على ما دلت عليه وهو فيها، فإن ألف ضارب زائد، ولو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، بل المراد: ما ليس بلام ولا عين ولا فاء، سواء أزيد تعويضاً أو تكثيراً لحروف الكلمة أو إلحاقاً بغيرها أو إفادة لمعنى زائد فيها. تمت. جاربردي.

(*) وفي بعض نسخ الرضي: ولو قال: «ويعبر عن الزائد بلفظه إلا المدغم في الأصلي فإنه بما بعده، والمكرر فإنه بما قبله» ليدخل فيه نحو: ازَّين، وادّارك على وزن افَّعل وافّاعل، وقولك: قردد وقطّع واطّلب على وزن: فعلل، وفعَّل، وافّعل - كان أولى وأعم، والله أعلم. تمت.

(٢) هذا الاستثناء منقطع؛ لأن المبدل من تاء الافتعال ليس من جنس حروف الزيادة. تمت.

(٣) ولو قال: «من نحو تاء الافتعال» لكان أولى؛ ليشمل تاء تفعل وتفاعل وادّارك، ونحو: اطّير أصله تطير وتدارك قلبت الفاء طاء ودالاً، وأدغمتا، فلما تعذر الابتداء بالمدغم جيء بهمزة الوصل. تمت. زكريا.

(٤) لأن المقتضي للإبدال في الموزون غير موجود في الوزن فرجع إلى أصله، وما قيل فإن ذلك له مع الفعل ليس بشيء. تمت. مرادي.

(٥) في الشرح. تمت.

(٦) أي: الاستثقال أو التنبيه على الأصل. تمت.

(٧) التاء في فزت ضمير، وهو اسم غير متمكن، ولا حظ له في الزنة كما عرف، ففزت مع الإبدال وعدمه جملة، والجملة لا توزن من حيث هي جملة، وإنما يوزن أفرادها، ولا يصح أن يوزن من أفرادها هاهنا إلا الفعل، فوزن «فزد»: «فل»؛ لأن عينه قد حذفت، فقول نجم الدين إن وزنه «فلد» - غير صحيح، بل نطقت بلفظ البدل لا أنك وزنته وإلا لكنت وازناً لما لا يوزن، وكذلك إذا قيل لك: ما وزن ضربت؟ فجوابه: فَعَلَ، ولو أجبت بفَعَلْتُ لكنت وازناً لضرب لا غير وأتيت بالتاء بلفظها وكنت غير مصيب حقيقة الجواب؛ إذ السائل يسأل عما يوزن، فحق =