[نقل الحركة]
  عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربُه(١)
  وبعض بني عدي من بني تميم يحركون ما قبل الهاء للساكنين بالكسر، فيقولون: ضربَتِه وقالَتِه، والأول هو الأكثر.
  واعلم أنه يجوز الوقف على حرف واحد كحرف المضارعة، فيوصل بهمزة تليها الألف، وقد يقتصر على الألف، قال: [الرجز]
  بالخير خيراتٌ وإن شراً فا ... ولا أريد الشر إلا أن تا(٢)
  أي: إن شراً فشرٌ، ولا أريد الشر إلا أن تشاء. ويروى: فأاو تأا - بهمزة بعدها ألف ـ، كأنها زيدت على الألف ألف أخرى لإشباع الفتحة ثم حركت الأولى للساكنين وقلبت همزة كما ذكرنا في دأبَّة.
  تنبيه: قد يجري الوصل مجرى الوقف، والغالب منه في الشعر للضرورة الداعية إليه، قال: [الرجز]
  لما رأى أن لا دعهْ ولا شبع ... مال إلى أرطاة حقف فالطجع(٣)
  وربما جاء في غير الشعر، منه قراءة ابن عامر: {لكنا هو الله ربي}، وقوله تعالى: {كتابيه} و {حسابيه} وصلاً، كما في بعض القراءات.
  وقوله تعالى: {أنا أحيي وأميت} بإثبات ألف أنا.
(١) البيت لزياد الأعجم، وعنزي: نسبة إلى عنزة، قبيلة من ربيعة بن نزار، وهم عنزة بن أسد بن ربيعة. والاستشهاد بالبيت على أن ضمة الباء من «أضربه» منقولة من الهاء إليها للوقف. تمت.
(٢) البيت ينسب للقيم بن أوس، من بني أبي ربيعة بن مالك، والشاهد فيه الوقف على حرف واحد كما ذكره الشارح. تمت.
(٣) الشاهد فيه في قوله: «ألاّ دعه» حيث أبدل التاء هاء في الوصل إجراء له مجرى الوقف. والدعة: الراحة والسكون، قال الجوهري: والدعة: الخفض، والهاء عوض من الواو، تقول منه: ودع الرجل - بالضم - فهو وديع: أي: ساكن، ووادع أيضاً، والشبع - بكسر الشين وفتح الموحدة ـ: نقيض الجوع. والأرطى: شجر من شجر الرمل، والواحدة أرطأة. والحقف - بكسر الحاء وسكون القاف -: التل المعوج من الرمل. والطجع: أصله اضطجع: وضع جنبه على الأرض. ونسب ياقوت والعيني هذا البيت إلى منظور بن حبة الأسدي. تمت.