لو لم تكن الميم أصلية لكان تمعدد تمفعل، ولم يجيء في كلامهم.

  (ولم يعتد بتمسكن⁣^(⁣١) وتمدرع) إذا لبس المدرعة، وهي قميص صغير ضيق الكمين، أو لبس الدرع، ودرع المرأة: قميصها، (وتمندل) إذا مسح بيده المنديل، مع أن كل واحد منها تَمَفْعَل (لوضوح شذوذه)؛ لأنهم إنما فعلوا ذلك توهماً أن الميم في كل منها⁣^(⁣٢) أصلية، وهي قليلة الاستعمال ردية، والمشهور الفصيح: تدرّع وتسكّن وتندّل.

  (و) كان (مراجل) وهي ثياب الوشي⁣^(⁣٣) (فعالل)، وكان ينبغي نظراً إلى غلبة الزيادة أن يحكم بزيادة الميم؛ لكونه في الأول مع ثلاثة أصول، لكن سيبويه حكم بأصالتها لقول العجاج: [الرجز]

  ................ ... بشية كشية المُمَرجل⁣^(⁣٤)

  ولذلك قال المصنف: (لمجيء ثوب ممرجل) وهو الذي فيه نقوش على صورة المراجِل، كما قال امرؤ القيس:

  فقمت بها أمشي تجر وراءنا ... على إثرنا أذيال مرطٍ مُرَجّل⁣^(⁣٥)

(١) جواب سؤال وهو أن يقال: لا نسلم عدم مجيء تمفعل لمجيء هذه الأمثلة فأجاب بأنه شاذ. تمت. ابن جماعة.

(٢) أي: من مسكين ومنديل ومدرعة. تمت.

(٣) الوشي: نقش الثوب، ويكون من كل نوع، وشا الثوب: حسنه ونمقه. تمت. قاموس

(٤) الرجز للعجاج كما قال الشارح، والشية: هي اللون يخالطه لون آخر، ومنه سمي الوشي لاختلاف ألوانه، كأنه شبه في البيت اختلاف لون الثور الوحشي لما فيه من البياض والسواد بوشي المراجل واختلافه. واستشهد بالبيت على أن الممرجل وزنه عند سيبويه مفعلل. تمت. من شرح شواهد الشافية.

(٥) البيت لامرئ القيس. والمرط - بكسر الميم ـ: كساء من خز أو من صوف، واستشهد به على أن المرجل معناه: الذي فيه صورة الرجال، ولم يروه شراح المعلقات بالجيم، وإنما رووه بالحاء المهملة، وهو الذي فيه صورة الرحال بالوشي، وما رواه بالجيم إلا الصاغاني في العباب، قال: روي مرجل - بالجيم ـ: أي: معلم، وبالحاء، أي: موشى شبيهاً بالرحال ... إلخ. انظر شرح شواهد الشافية.