ما يعرف به الزائد
  عُشَيْشِية - أهون من ادعاء مثل ذلك الاشتقاق.
  (وتَرَبُوت: فَعَلوتٌ) بالحكم بزيادة الواو والتاء؛ لأنه مأخوذ (من التراب عند سيبويه؛ لأنه الذلول) يقال: جمل تربوت، أي: ذلول، وفي التراب معنى الذلة، قال الله تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ١٦}[البلد]، ولم يجعله(١) تَفَعولاً؛ بأن يكون من قولهم: ربَّتَ الصبيَّ يُرَبِّتُه تَرْبِيْتاً، أي: رباه، وحروفه الأصول: الراء والباء والتاء؛ ذكره في الصحاح، مع أن المناسبة المعنوية متحققة بين قولهم: تَرَبُوتٌ، وبين قولهم: ربَّتَه؛ لأن الجمل إنما يصير ذلولاً بالتربية والاعتمال.
  قيل: إنما حكم سيبويه بذلك لأن التاء بعد الواو تزاد في مثل هذا البناء كثيراً كجبروت في المبالغة في التجبر، وملكوت للملك العظيم، ويقال: رهبوت خير من رحموت، أي: لأن تُرهب خير من أن تُرحم، ويقال: رجلٌ رَغَبوت؛ فظهر رجوع هذا إلى الاشتقاقين(٢) والأخذ بالترجيح فيه.
  ففي هذه الأمثلة اشتقاق أوضح واشتقاقٌ غير أوضح، وقد رجح الأوضح كما عرفت، إلا في تربوت - على ما في الصحاح - فإنه(٣) رجح غير الأوضح؛ لِما ادعى من غلبة الزيادة.
  (وقال) يعني سيبويه (في سُبْرُوْت) وهو الدليل الحاذق الذي يسبر الطريق ويخبرها، وهو مما فيه اشتقاق واحد معارض بعدم النظير: هو (فُعْلُول) ترجيحاً لعدم النظير على الاشتقاق، فقال: هو فعلول كعصفور، وليس بفعلوت؛ لندرته. (و) الأولى هاهنا ترجيح الاشتقاق والحكم بكونه فعلوتاً ملحقاً بعصفور، كما (قيل:) إنه (من السبر) بشهادة الاشتقاق الظاهر
(١) أي: سيبويه. تمت.
(٢) يعني لا كما قال الرضي. تمت. منه. فإنه ذكر أنه ليس في تربوت إلا اشتقاق غير واضح، وهو اشتقاقه من التراب، كما ذكره سيبويه، لم يعارضه عدم نظير ولا غلبة.
(٣) يعني سيبويه. تمت.