ما يعرف به الزائد
  كما تقدم(١)، فهو اشتقاق واضح غير بعيد، فما كان حقه أن يذكر هنا(٢).
  (وقال) يعني سيبويه (في تنبالة) وهو مما عارض الاشتقاق البعيد فيه قلة النظير: هو (فعلالة) بالحكم بأصالة التاء؛ ترجيحاً للفرار من قلة النظير على الاشتقاق؛ لأن فعلالة كثير كسرادح(٣)، وتفعال قليل كتلقاء.
  (وقيل:) هو تِفْعالة بالأخذ (من النَبَل الصغار) - والنَّبَل - بالتحريك ـ: الصغار من الحجارة - ترجيحاً للاشتقاق على الفرار من قلة النظير، وإن كان بعيداً فقد وجد فيه نوع مناسبة؛ (لأنه) أي: التنبالة (القصير)، والقصير صغير. قال الرضي: ولا منع من تجويز الأمرين(٤)، يعني فيما عارض الاشتقاق البعيد فيه عدم النظير أو قلته(٥).
  (وسُرِّية) وهي مما فيه اشتقاقان أحدهما أوضح اختلف فيها: (قيل: هي) فُعْلِيّة كدُهريّة، مأخوذة (من السِّر)، وضم السين من شواذ النسب كدُهري في الدّهْر، وهو الظاهر، وهو إما من السِّر بمعنى الخفية؛ لأنها أمة تخفى عن الحرة، وإما من السِّر بمعنى الجماع؛ لأنها لذلك، لا للخدمة. (وقيل: هي) فُعِّيْلة (من السراة(٦)) وهي: أعلى الشيء؛ لأنه يركب سراتها. وهذا وزن نادر كمُرِّيق، وهو: العصْفُر.
  (ومَؤُوْنة) وهو مما فيه اشتقاق أوضح، واشتقاق غير أوضح، اختلف فيه: (قيل: هو) فَعُولة (من مَانَ) فلاناً (يمون) إذا احتمل مؤنته وقام بكفايته.
(١) من أنه الذي يسبر الطريق. تمت.
(٢) بل في الاشتقاق الواضح. تمت.
(٣) السرداح: الناقة الكثيرة اللحم، وقال الفراء: العظيمة. تمت.
(٤) بناء على نسخة الرضي السابقة. تمت.
(٥) أي: قلة النظير. تمت.
(٦) هو بفتح السين جمع سري، وهو عزيز، وأصله سروة. تمت. ابن جماعة.