المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

ما يعرف به الزائد

صفحة 284 - الجزء 1

  وهذا الاشتقاق ظاهر، وأصله: موونة - بالواو - قلبت الواو المضمومة همزة⁣(⁣١)، (وقيل:) هو مَفُعْلة (من الأون) وهي أحد العِدْلين؛ (لأنها) أي: المؤونة (ثِقْل)، فهمزته أصلية، وأصله: مأْوُنة⁣(⁣٢) كمكْرُمة. وهو أبعد من الاشتقاق الأول؛ لأن الثقل غالب في المؤونة لا لازم، (وقال الفراء): هي مفُعْلة أيضاً، لكنها مأخوذة (من الأين) وهو الإعياء. وهو أبعد من الاشتقاق الثاني، وأصله: مأيُنة، نقلت الضمة إلى ما قبلها، وقلبت الياء واواً، على ما هو أصل الأخفش⁣(⁣٣).

  (وأما منجنيق) فالوجوه المحتملة العقلية فيه سبعة⁣(⁣٤)؛ لأن فيه ستة أحرف، فالياء منها زائدة قطعاً؛ لإمكان ثلاثة أصول دونها، والجيم والقاف أصلان قطعاً؛ إذ ليسا من حروف الزيادة، وحينئذ يحتمل أن يكون خماسياً فيكون: فَعْلَلِيلاً، وأن يكون رباعياً مزيداً فيه فيكون إما: مَفْعَليلاً أو فَنْعَليلاً، أو فَعْلَنِيلاً، أو ثلاثياً مزيداً فيه فيكون إما منفعيلاً أو فنعنيلاً أو مفعنيلاً.

  وفَعْلَلِيل مختلف فيه، كما ذكر المصنف⁣(⁣٥)، والباقي نادر، إلا فنْعَليلاً كعَنْتريس، وهي الناقة الشديدة، من العترسة، وهي الشدة.

  وقد روي: جَنَقُونا⁣(⁣٦)، وسمع جمعه على مجانيق⁣(⁣٧).


(١) لأن الواو المضمومة المتوسطة تقلب همزة نحو: أدور. تمت. جاربردي.

(٢) نقلت ضمة الواو إلى الهمزة فصارت مؤونة.

(٣) من أن الياء إذا وقعت عيناً ساكنة مضموماً ما قبلها تنقلب واواً، لا أن تبدل الضمة كسرة كما هو مذهب سيبويه. تمت. جاربردي.

(٤) وذلك لأن الميم إما أصلية أو زائدة؛ فإن كانت أصلية فإن كان النونان أيضاً كذلك فهو فعلليل، وإن كانا زائدتين فهو فنعنيل من مجق، وإن كان الأول أصلاً دون الثاني فهو فعلنيل من منجق، وإن كان العكس فهو فنعليل من مجنق، وإن كان الميم زائداً: فإن كان النونان أصليين فهو مفعليل من نجنق، وإن كان الأول أصلاً دون الثاني فهو مفعنيل من نجق، وإن كان العكس فهو منفعيل من جنق. تمت. رضي.

(٥) في مزيد الخماسي في الكلام على خندريس. تمت.

(٦) فوزن منجنيق منفعيل؛ لأن أصوله الجيم والنون والقاف. تمت. جاربردي. والواو في قوله: وقد روي واو الحال. تمت.

(٧) فيكون وزن منجنيق فنعليلاً؛ لأن حذف النون في الجمع دليل على زيادتها، وإذا كانت النون زائدة فلا =