ما يعرف به الزائد
  إذا عرفت هذا (فإن اعتُد بِجَنَقُونَا) يعني: رمونا بالمنجنيق، وجعلت عربية مأخوذة من لفظ المنجنيق (فمَنْفَعِيل) أي: فوزنه مَنْفَعِيل بالحكم بزيادة الميم والنون(١)، وإن كان معدوم النظير؛ بشهادة الاشتقاق.
  (وإلا) أي: وإن لم يعتد بجنقونا بناء على ما قال الفراء: إن المنجنيق مولدة - أي: عجمية - وهم إذا اشتقوا من الأعجمي خلطوا فيه؛ لأنه ليس من كلامهم، فقولهم: «جنقونا» من معنى منجنيق، لا من لفظه، كدَمِثٍ(٢) ودِمَثْرٍ [وثرة وثرثار]، وإنما احترزوا من كونه من تركيب جنق لأن زيادة حرفين في أول اسم غير جار على الفعل كمنطلق قليل نادر عندهم كإنقحل(٣). (فإن اعتد بمجانيق) أي: بما سمع عن العرب من جمعه على مجانيق (ففنعليل) أي: فوزنه فنعليل، بالحكم بزيادة النون(٤)؛ بشهادة الاشتقاق؛ لأن سقوطها في الجمع دليل زيادتها، وإذا ثبتت زيادتها فالميم أصل؛ لئلا يلزم زيادة حرفين في أول اسم غير جار على الفعل، ولم يحكم بزيادة النون الثانية؛ لعدم وجود فنعنيل في كلامهم، ولأن الأصل أصالة الحرف إذا لم يقم على زيادته دليل.
  (وإلا) أي: وإن لم يعتد بمجانيق (فإن اعتُد بسلسبيل) أي: حكم بوجود فعلليل (على) ما هو قول (الأكثر) في سلسبيل: إنه فعلليل بزيادة الياء فقط؛ إذ لا تضعيف مع(٥) الفصل بالأصلي كما سيأتي، وقال الفراء بل هو(٦) فعفليل
= يجوز أن تكون الميم أيضاً زائدة؛ إذ لا يجتمع في أول الاسم زيادتان إلا أن يكون جارياً على الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول كمنطلق ومستخرج فإنه يجوز أن يجتمع في أولهما زيادتان.
(١) الأُولى، ويصير وزن جمعه مفاعيل. تمت.
(٢) الدمث: السهل الخلق، وبابه فرح، ودماثة أيضاً، وأصل ذلك من الدمث بمعنى الأرض السهلة اللينة التي لا يشق السير عليها، والدمثر كسبطر وعلبط وجعفر: بمعناه، أي: بمعنى الدمث، فقد اختلف اللفظ واتحد المعنى. تمت.
(٣) مثال القليل النادر الذي فيه زيادة حرفين في أوله وهو اسم غير جار على الفعل. تمت.
(٤) الأُولى ويصير وزن مجانيق: فعاليل. تمت.
(٥) أي: لا يجوز تكرير حرف أصلي مع توسط حرف أصلي بينهما. تمت.
(٦) أي: سلسبيل. تمت.